اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 33
ذكر في هذا البيت حكمة إرسال الله عز وجل للرسل عليهم الصلاة والسلام قال: ليبلغوا بضم الياء وكسر اللام من أبلغ الرباعي، أي: ليوصلوا الدعوة، أي: الرسالة للعباد، ولا معارضة بين هذا وبين ما تضمنه قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ رُسُلًا} [1].
من أن حكمة الإرسال قطع الحجة؛ لأن تبليغ الدعوة يستلزم قطع الحجة.
وقوله: ويوضحوا بضم الياء وكسر الضاد من أوضح الرباعي معطوف على يبلغوا، ومعناه يبينوا، ومهايع الإرشاد بكسر الياء طرقه، والإرشاد مصدر أرشد بمعنى هدى، وفي بعض النسخ مناهج بدل مهايع، وهي كالمهايع وزنا ومعنى.
وختم الدعوة والنبوءه ... بخير مرسل إلى البريئه
محمد ذي الشرف الأثيل ... صلى عليه الله من رسول
وآله وصحبه الأعلام ... ما انصدع الفجر عن الاظلام
فاعل ختم ضمير مستتر عائد على الله تعالى، ما ختم معطوف بالواو على مرسل من قوله، ومرسل الرسل، وهو من عطف الفعل على الاسم الشبيه بالفعل، أي مرسل الرسل، وخاتم الدعوة، والنبوءة، وختم مشتق من الختم، والختم يطلق بمعنى الإتمام، والفراغ، تقول: ختمت القرآن، أي: أتممته، وفرغت منه، ويطلق بمعنى الطبع، تقول: ختمت الكتاب بمعنى طبعته، أي جعلت عليه الطابع لئلا يفتح ويطلع على ما فيه، ويصح إرادة كلا المعنيين هنا؛ لأنه تعالى أتم الرسالة، والنبوءة بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وطبع عليهما به فلا يفتح بابهما لأحد بعده، ويشهد لهذا قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [2].
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرسالة، والنبوءة قد انقطعت فلا رسول من بعدي ولا نبي" [3] الحديث. [1] سورة النساء: 4/ 165. [2] سورة الأحزاب: 33/ 40. [3] أخرجه الإمام الترمذي في الصحيح تحت عدد: 2272، والإمام أحمد في المسند 3/ 267، والحاكم في المستدرك: 4/ 391، والمتقى الهندي في كنز العمال: 41407، والسيوطي في جمع الجوامع 5566، وابن حجر في فتح الباري: 12/ 375، وابن كثير في تفسيره: 6/ 423، والألباني في إرواء الغليل: 8/ 128، والسيوطي في الدر المنثور: 3/ 312.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 33