اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 262
و {نَئَا} [1]، و: {رَءَا} [2]. مبدلة عن ياء فقياسها أن تكتب ياء على القاعدة الآتية في قوله: "وإن على الياء قلبت الفاء" البيت، وإذا كتبت الألف فيهما ياء على مقتضى قياسها لم يؤد قياس تصوير الهمزة إلى اجتماع صورتين متماثلين، فأجاب عنه بما تضمنه صدر هذا البيت وحاصله: إن و {نَئَا} [3]. و: {رَءَا} [4]. إنما كان قياس الهمزة فيها مؤديا لاجتماع صورتين؛ لأن كتاب المصاحف رسموهما بألف على خلاف قياسهما، ثم استثنى الناظم من كلمات: {رَءَآ} [5]. موضعين في "النجم"، رسمت الألف فيهما بالياء على القياس، وصورت الهمزة فيها ألفا وهما: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [6]، {ومَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [7] واحترز، ب: "رأى" المقترن بما بعده و: "رأى" المقترن بما قبله عن الواقع في "النجم"، وغيرها غير متقرن بواحد منهما، فإنه مرسوم بالألف من غير صورة للهمزة نحو: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [8]، {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا} [9]، ولما أفاد الناظم تفصيل: "رءا" هنا بحسب الاستطراد إذ محله بالقصد ما يأتي لم يذكر تفصيله هناك، بل أحاله على ما هنا بقوله الآتي: "وما سوى الحرفين من لفظ رءا"، وسيأتي هناك بيان أن لا معارضة بين جزمه هنا بأن الهمزة في "نئا"، و: "راء" في غير الموضعين لا صورة لها، وتجويزه هناك أن هناك أن تكون الألف صورة للهمزة.
وقوله: "من ما" يلزم فيه قطع: "من"، عن "ما" تنبيها على أن: "من" مضمومة إلى: "رأى" الأول، و: "إلى" مضمومة إلى "رأى" الثاني.
ثم قال:
وأثبتت في سيئا والسيء ... سيئة هيئ وفي يهيئ
لكن في السيئ لغاز صورا ... هيئ يهيئ ألفا وأنكرا
لما ذكر أن كل صورة تؤدي بسبب رسمها إلى اجتماع صورتين قياسها الحذف سواء كانت الصورة الأخرى لهمزة أخرى أم لغيرها، استثنى في البيت الأول من تلك القاعدة خمس كلمات، وهي: "سيئا" و: "السيء". و: "سيئة" و: "هيئ". و: "يهيئ". [1] سورة الإسراء: 17/ 13. [2] سورة هود: 11/ 70. [3] سورة فصلت: 41/ 51. [4] سورة يوسف: 12/ 24. [5] سورة يوسف: 12/ 28. [6] سورة النجم: 53/ 18. [7] سورة النجم: 53/ 11. [8] سورة النجم: 53/ 13. [9] سورة الأنعام: 6/ 76.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 262