اسم الکتاب : درة التنزيل وغرة التأويل المؤلف : الخطيب الإسكافي الجزء : 1 صفحة : 1255
الآية الثالثة منها
قوله تعالى: (.. كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ... )
قال فيما تقدم من سورة الزمر: (.. ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا.. .
للسائل أن يسأل عن قوله في سورة الحديد: (ثُمَّ يَكُونُ) وقوله في سورة الزمر: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ) وهل كان وجه الكلام أن لو جاء أحدهما مكان الآخر؟ والجواب أن يقال: إن الأفعال التى نسق هذا الفعل عليها في سورة الزمر
هى أفعال الله تعالى، لأنه قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) ،
فهو معطوف على قوله: (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا) .
والذي في سورة الحديد لم يسند الفعل المتقدم فيه إلى الله تعالى فيسنَد إليه ما بعده، وإنما هو: (.. كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ ... )
اسم الکتاب : درة التنزيل وغرة التأويل المؤلف : الخطيب الإسكافي الجزء : 1 صفحة : 1255