اسم الکتاب : درة التنزيل وغرة التأويل المؤلف : الخطيب الإسكافي الجزء : 1 صفحة : 1209
الآية الثانية منها
قوله تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) .
للسائل أن يسأل عن تكرار قوله: (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) وعن موقع الإنذار مرة بعد أخرى في آيتين متواليتين.
والجواب أن يقال: إن قوله تعالى قبل هاتين الآيتين: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) ، ومعناه: خلقنا من الحيوانات ذكراً وأنثى، ومن غيرها الشىء وما يزاوجه مما يماثله أو يضادّه فيقابله لتذكروا أن خالقكم بعيد عن شبهكم وأنه وحده لا نظير له يشاكله، ولا ضدّ له يناصبه ويقابله، لأن الخالق بخلاف خلقه، لا يجوز ما ذكرنا في نعته، ففرّوا عما حذّركم من معصيته إلى ما حثكم عليه من طاعته، فإني أنذركم ما توعّدكم به من عقوبته، وهذا تحذير من
اسم الکتاب : درة التنزيل وغرة التأويل المؤلف : الخطيب الإسكافي الجزء : 1 صفحة : 1209