اسم الکتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية المؤلف : المطعني، عبد العظيم الجزء : 1 صفحة : 437
قل لى بربك: أي جزئية من هذا القياس يمكن أن ينكرها الخصم إنكاراً
يستطيع أن يجازيه عليه منصف.
أليست هذه حقائق مسلمة. وقوانين راسخة رسوخ الجبال:
(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا. . .) .
انظر كيف اجتمع الاستدلال والتهويل والاستعظام في هذه الكلمات القليلة
. . بل الدليل نفسه جامع بنِ عمق المقدمات ووضوحها.
ودقة التصوير لما يعقب التنازع من الفساد الرهيب.
إن الدليل هنا: برهانى خطابى شعرى معاً.
فهل نجد مثل هذا في كتاب من كتب الحكمة النظرية؟
لكن القرآن ينهى الخلاف في هذه القضية في كلمات لا تبلغ عدد أصابع
اليدين.
فوازنها بما كتب عنها في أسفار الفلسفة. وبحوث الحكماء.
* *
* منطق تصويري:
نحن لا نشاهد في الكون فساداً، وإنما نظاماً ودقة. وحياة وحركة.
كواكب تدور في أفلاكها في نظام عجيب. وسموات مظلة، وأرضاً مقلة، وأنهاراً جارية وريحاً سارية.
ذلك هو النظام. . إذن فالله واحد لا شريك له، وإلا لسقطت السموات على الأرض ولتعطلت الكواكب، وغار الماء.
مقدمات الدليل ثابتة مسلمة.
فالنتائج - كذلك - ثابتة مسلمة. . . وليس وراء ذلك مطلب.
والمثال الثاني مثل الأول. . لو كان لله ولد، لكان معه إله.
ولو كان مع الله إله - سبحانه - لحدث النزاع ولذهب كل إله بما خلق.
لكن شيثاً من ذلك لم يحدث. . إذن فالله واحد لا شريك له.
* *
اسم الکتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية المؤلف : المطعني، عبد العظيم الجزء : 1 صفحة : 437