اسم الکتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية المؤلف : المطعني، عبد العظيم الجزء : 1 صفحة : 201
" فقد تنبه السَّلف إلى أن مجموع هذه الحروف - بغير المكرر منها - أربعة
عشر حرفاً هي نصف الحروف العربية.
كما أطال بعضهم النظر في هذه الحروف، فلفتهم عنها أنها نصف الحروف
الهجائية على أي وجه من الوجوه التي اصطلح عليها علماء اللغة بعد نزول
القرآن بزمن طويل.
ففيها خمسة حروف مهموسة، وعدد المهموس من الحروف عشرة، وفيها
نصف الحروف المهجورة وفيها ثلاثة من حروف الحَلق. هي نصف الحروف
الحلقية، كما أن فيها نصف الحروف غير الحلقية.
وفيها نصف الحروف الشديدة، كما أن فيها نصف الحروف الرخوة، وفيها
حرفان من الأحرف الأربعة المطبقة، كما أن فيها نصف الحروف الأخرى المنفتحة غير المطبقة.
وفيها نصف الحروف المستعلية، كما أن فيها نصف الحروف
المنخفضة".
فهل هذه الدقة الرائعة، والتوزيع السحرى بين جمل الحروف وأنصافها يمكن
أن يعزى إلى ذات مريضة، أو أعصاب مضطربة؟!
هذا ما يرفضه العقل والواقع معاً. ولا يمكن أن يُعزَى مثله إلا إلى الوحى.
10 - وذهب قطرب والفراء إلى أن هذه الحروف إشارة إلى حروف الهجاء
لا تتعداها، أعلم الله بها العرب حين تحدَّاهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هى التي منها بناء كلامهم، ليكون عجزهم عن محاكاته أبلغ في الحُجة عليهم.
إذ لم يخرج عن طريقة كلامهم في أصل التأليف.
اسم الکتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية المؤلف : المطعني، عبد العظيم الجزء : 1 صفحة : 201