responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 426
الخامس: قوله عزّ وجل: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)
قالوا: نسخ الصبر بآية السيف.
ولا يصح ما قالوه، لأنه قد قال عزّ وجلّ قبلها: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) .
فما نزلت إلَّا بعد الأمر بالقتال.
وكان المسلمون قد عزموا على المثلة بالمشركين لما فعل المشركون يوم
أحد بحمزة رحمه الله وغيره من المسلمين، وقالوا: لنمثلن بهم مثلة لم
يمثلها أحد من العرب، فقال لهم الله عز وجل: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ) . . . إما عن المُثلة المماثلة لما فُعل
بَكم، وإا عن تركها رأساً، والاقتصار على القتل دونها.
ثم قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ) ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا وقف على عمِّه حمزة، رضي الله عنه، فنظر إلى شيء لم ينظر قط إلى شيء كان أوجع لقلبه منه، ونظر إليه، وقد مثل به فقال: "رحمة الله عليك، فإنك كنت، ما علمتك، فعولا للخيرات، وصولاً للرحم، ولولا حزن من بعدك عليك لسرَّني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى، أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم ".
فنزل جبريل عليه السلام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف، بخواتيم
سورة النحل: (وإن عاقَبتم) الآيات الثلاث، فصبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكفر عن يمينه، ولم يمثلْ بأَحدٍ.
فقوله عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: (واصْبِرْ) كما يقال لمن يُعَزى في مصيبة: اصبر واحتسب، وهذا حكم باق إلى يوم القيامة، ولم ينسخ، وكل من نزلت به نازلة فهو مأمور بالصبر، وهذه السورة مكية إلا الآيات الثلاث.

اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست