اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 137
والمضاف كشيء واحد وهكذا كل ما لا يعرف المراد منه فيقبح في حق القاري الوقوف عليه واقبح من هذا ما يفسد المعنى لا يهامه خلاف المقصود كقوله تعالى وإنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ ولأبَوَيْهِ إن وقف على أبويه لأنه يوهم إنْ النصف للبنت والأبوين وليس كذلك بل البنت لها النصف والأبوان لكل واحد منهما السدس على التفصيل المأخوذ من الآية فالوقف على النصف وهو أكفى ومثله إنما يَسْتَجِيبُ الَّذيِنَ يَسْمَعُونَ والْمَوْتَى إن وقف على الموتى إذ يوهم إن الموتى يسمعون وليس كذلك بل الموتى يستأنف وسواء جعلته مفعولا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور أي ويبعث الله الموتى أو مبتدأ وما بعده خبر بل الوقف على يَسْمَعُونْ، وهو أكفى وقيل ومثله ومَا مِنْ دَابَّةٍ في الأرضِ ولا طَايرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إن وقف على بِجنَاحَيْهِ لأنه يوهم نفي وجود ما مشاهد وهو مكابرة وجحد للضرورة وليس بمراد بل المراد تشبيه هذه الحيوان الدابة والطائرة ببني آدم في ضبط أحوالها وتقدير أرزاقها وآجالها فهو دليل على كمال قدرة الله وعموم علمه وسعة تدبيره فيكون كالدليل لما قبله وهو قادر على أنْ يُنَزّل أيةً فالوقف على أمْثَالُكُمْ وهو كاف في غايته ومثله فَوَيْلٌ للْمُصَلِّينْ إن وقف عليه لأنه يوهم إن العذاب لكل مصل وليس للمصلين الموصوفين بما ذكر بعده وليس في سورة الماعون وقف إلا على المسكين وهو تام أو في آخرها وهو أتم وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله الذين عن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ فقال هم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وأقبح من هذا ما أوهم فساد المعنى وفيه سوء أدب مع الله تعالى كقوله تعالى فَبُهِتَ الذي كَفَر واللهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الظالمين إن وقف على الجلالة إذ ما فيه من فساد المعنى وسوء الأدب ظاهر لا ينبغي لأحد التفوه به بل الوقف على كفر أو الظالمين وكل منهما أكفى، ومثله لِلذيِنَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرِةِ مَثَلُ السَّوْءِ ولله المثل الأعلى إن وقف على ولله وقبحه حلي بل الوقف على السوء وهو أكفى أو تام على الأعلى وهو كاف ومثله إن الله لا يستحي بل الوقف
اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 137