اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 124
بعد الهمزة على أصله بالضم ولكثرة دور كل وخذ وكذا مر كان الحذف فيهما واجبا وفيه جايزا قال الله تعالى وأمر أهْلَكَ باِلصلاة وفي الحديث مُرهُ فَلْيُراجعها وسأل مثل أمر فيجوز في أمر سَلْ بحذف الثانية ونقل حركتها إلى السين واستغني بذلك عن همزة الوصل واسْئلْ بإثبات الهمزتين على الأصل ووقع في القرآن العظيم على ثلاثة أنواع: أمر للمواجه وَلم يسبقه واو ولا فاء نحو سَلْ بَنِي إسْرَائِيلَ وسَلْهمْ أيُّهم فهذا لا خلاف بين القراء في حذف همزة الوصل منه ونقل حركة الهمزة الثانية إلى السين استثقالا لاجتماع همزتين ولا سيما مع كثرة دور الكلمة، الثاني أمر المواجهة وقبله واو أو فاء وسواء خلا من الضمير البارز أو اتصل به نحو وسْئَلْ مَنْ أرْسَلْناَ وسْئلَوا الله مِنْ فَضْلِهِ فَسْئَلِ الَّذيِن يَقْرَءُونَ فَسْئَلوُا أهل الذّكْر فَسْئلُوهُمْ إنْ كانوا فهذا اختلف فيه القراء فقرأ ابن كثير والكسائي وخلف وابن محيصن بنقل حركة الهمزة الثانية إلى السين وحذف همزة الوصل وقرأ الباقون بإسكان السين وإثبات الهمزة الثانية وتوصل للنطق بالساكن بحركة حرف العطف فأغنت عن همزة الوصل، والثالث أمر الغائب نحو ولْيَسْئَلُوا ما أنْفَقُوا وهذا لا خلاف بين القراء في ترك النقل فيه لقلة استعمال الأمر للغائب فأن قلت أرسل مضارعه يرسل ولو حذفنا حرف المضارعه منه لنصره أمرا لوجدنا الراء ساكنا وَكان الأصل انا نأتي بهمزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن وقد أجمع القراء والنحويون إن همزته همزة قطع قال الله تعالى وأرْسِلْ في الْمدآئِنِ فالجواب أن أصله
يُؤَرْسِلُ بياء مضمومة بعدها همزة مفتوحة فجاء الأمر على هذا الأصل ومثله أكرم وأخبر، وأما الحروَف فليس فيها ما همزته همزة وصل إلا ال وسواء قلنا إن حرف التعريف أل والهمزة أصلية وهي همزة قطع وصلت لكثرة الاستعمال وهو مذهب الخليل أم اللام وحدها ولسكونها اجتلبت لها همزة الوصل وهو قول سيبويه عند جمهور المتأخرين. بياء مضمومة بعدها همزة مفتوحة فجاء الأمر على هذا الأصل ومثله أكرم وأخبر، وأما الحروَف فليس فيها ما همزته همزة وصل إلا ال وسواء قلنا إن حرف التعريف أل والهمزة أصلية وهي همزة قطع وصلت لكثرة الاستعمال وهو مذهب الخليل أم اللام وحدها ولسكونها اجتلبت لها همزة الوصل وهو قول سيبويه عند جمهور المتأخرين.
فهذا ما همزته همزة وصل من الأنواع الثلاثة ولا تكوَن في فعل مضارع مجرد أو مزيد لأنه مبدوءٌ بحروف المضارعة وهي متحرُكة أبدا فلا يحتاج لهمزة
اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 124