اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 118
ومنها البتر ويسميه بعضهم الإدماج وهو حذف حروف المد وهو كثيرا ما يجري على السنة الناس نحو أفَلاَ تَعْقِلونَ، بَلَى منْ أوفىَ بِعَهدِهِ وَاتَّقَى، بِهِ شَيئاً، مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأصْلَحوا، لاسيما إن تكرر حرف المد نحو شَيَاطِينهِمْ وجَاَءاناَ والعْالَمِين وهو لحن فاحش يغير اللفظ والمعنى قال الداني رحمه الله والبتر مكروه قبيح لا يعمل عِليه ولا يؤخذ به إذ هو لحن لا يجوز بوجه ولا تحل القراءة به وقال الجعبري في حروف المد مَد اصْلِي وفي حرفي اللين مد ما يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منه لحن وهذا معنى قول مكي في حرفي اللين والمد بعض ما في حروف المد وقد نص عليه سيبويه.
ومنها مد ما لا مد فيه نحو معَايِشَ وحاَمٍ وهو لحن لا تحل القراءة به فأحذر من ذلك ولا تكن من الغافلين.
ومنها الزيادة على المد السايغ وبعض الناس ابتدع في قراءة القرآن أصواتا كأصوات الغنا مأخوذة عندهم من الموسيقى لأجلها يمدون للمقصور ويقصرون للممدود ويزيدون في مده ما لم يقل به قارئ ولا نحوي وربما سكنوا المتحرك وحركوا الساكن وحذفوا حروف المد وهذا كله حرام كما ذكره غير واحد من فقهاء المذاهب الأربعة وحكى النووي في تبيانه الإجماع عليه، أما تحسين الصوت بالقراءة من غير إخراج القراءة عن وجهها المنقول فيها فيقرأ لكل راوَ بما صح له من مد أو قصر أو توسط الإدغام أو تفكيك أو همز أو تخفيف أو فتح أو إمالة فهو أمر مطلوب مستحسن مندوب لا سيما إن كان من ذي صوت حسن ونغمة حلوة فانه يجْرح القلب ويجري الدموَع وَتحصل معه الإنابة والخشوع وقد قال صلى الله عليه وسلم زَيِّنوا القرآن بِأصْوَاتِكمْ رواه أبو داود
اسم الکتاب : تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين المؤلف : الصفاقسي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 118