اسم الکتاب : تاريخ القرآن الكريم المؤلف : الكردي، محمد طاهر الجزء : 1 صفحة : 135
العلماء وكبار العقلاء ومن هنا نسبوا إلى الصحابة الجهل بقواعد الكتابة فلو نظروا إلى كتاباتهم العامة المتداولة بينهم لما نسبوا ذلك إليهم (وان قيل) ان قواعد الاملاء والنحو والصرف وضعها علماء الكوفة وعلماء البصرة [1] (نقول) نحن لا ننكر ذلك ولكن ليس المعنى انهم اخترعوا تلك القواعد من عند انفسهم كلا، وانما وضعوا نصب اعينهم
لغة العرب وكتاباتهم فبنوا عليها قواعدهم واستنتجوها منها حتى يكون النطق مطابقا لنطقهم والكتابة موافقة لكتاباتهم، فالقواعد دائرة على لغة العرب وكتابتهم لا العكس.
والحقيقة ان قواعد كتاباتنا وشكل خطوطنا مأخودة عن العرب الاقدمين، ومهما تعددت انواعها وتطورت صورها فالاصل واحد لم يتغير، ولو أردنا بسط هذا الكلام بحسب فن الخطوط لخرجنا عن الموضوع الذي نحن بصدده، فتأمل ما ذكرناه لك جيدا فانه مبحث [1] امام البصريبن هو سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر واختلف في تاريخ وفاته فقيل سنة 188 وقيل غير ذلك، وامام الكوفيين هو الكسائي على بن حمزة احد القراء العشرة واختلف في تاريخ وفاته ايضا فقيل سنة 192 وقيل غير ذلك - ولقد جرى بينهما جدال طويل في بعض قضايا النحو فتشيع لسيبويه اهل البصرة وللكسائي اهل الكوفة وبسبب ذلك نشأ الخلاف بين النحويين وايجاد المذهبين مذهب البصريين ومذهب الكوفيين ثم جاء بعدهما أئمة زادوا في تلك القواعد.
(*)
اسم الکتاب : تاريخ القرآن الكريم المؤلف : الكردي، محمد طاهر الجزء : 1 صفحة : 135