الخمس آيات كأوائل سورة العلق، والعشر كقصة أصحاب الإفك وأوائل سورة المؤمنين واقل مثل (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) بعد قوله تعالى (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ) الآية 94 من سورة النساء وكلمتي (مِنَ الْفَجْرِ) بعد قوله تعالى: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) الآية 186 من البقرة في ج 3 ونزل بعد قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) قوله (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) الآية 29 من سورة التوبة في ج 3 أيضا، ولئلا يختل النظم المبرأ من كل خلل أبقيت الآيات المدنيات في سورها المكيات، والآيات المكيات في سورها المدنيات، وأشرت إلى كل في محله حسب المستطاع إذ لا يمكن أن يشار إلى كل آية بزمنها أي زمن نزولها، قال عكرمة: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه كما أنزل الأول فالأول (أي كله من حيث الزمن) لما استطاعوا، ذكره صاحب الإتقان في ج 1 ص 59 في النوع الثاني في جمعه وترتيبه واكثر كالسورة بكاملها مثل النساء وبراءة والمائدة وغيرها كثير من المفصل وكان بعضها ينزل جوابا لحادثة في المجتمع الإسلامي وتعرف هذه بأسباب النزول، وقد عنى جماعة بذلك وألفوا فيه تآليف على حدة وجعلولها أساسا لفهم مغازي القرآن، ولذلك لم أغفل هذه الأسباب في تفسيري هذا، كي لا يحتاج القارئ لمراجعة غيره، وقد أخطأ من قال لا طائل تحت بيان أسباب النزول، لأن فيه معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم وتخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ولأن اللفظ قد يكون عاما ويقوم الدليل على تخصيصه فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته لأن دخول صورة السبب قطعي، وإخراجها بالاجتهاد ممنوع، ولأن الوقوف على المعنى وازالة الاشكال لا يمكن إلا بمعرفة سبب النزول غالبا فسبب النزول طريق قوي في فهم بعض معاني القرآن لان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب تنبه لهذا.
فائدة معرفة أسباب النزول وبعضها ينزل لسؤال بعض المؤمنين مثل مرثد الغنوي لما أرسله الرسول إلى مكة لاخراج بعض المستضعفين من المسلمين في مكة فعرضت امرأة نفسها عليه فأبى