وقد جاء في الحديث من أدرك أي من رأى ليلة القدر فليقل اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني، وروى البخاري ومسلم عن عائشة قالت كان رسول الله يجاور العشر الأواخر من رمضان ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. وروى مسلم عن رزين بن حبيش قال سمعت أبي بن كعب يقول (وقيل له إن عبد الله ابن مسعود يقول من قام السنة فقد أصاب ليلة القدر) قال أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ولا يتسنى فو الله اني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها وهي ليلة سبع وعشرين وامارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها وهذا أصح ما ورد فيها قالوا والحكمة في اخفائها احياء الليالي الكثيرة لمن يريدها حرصا على أن يخطىء بها كما أخفيت الصلاة الوسطى للمحافظة على سائر الصلوات وأخفيت ساعة الإجابة يوم الجمعة ليستغرق أبعد نهارها بالدعاء أملا بمصادفتها ليسأل ربه ما يسأله فيها وليعلم أن رضاء الله تعالى في الطاعات لترغيب الإنسان بفعلها ليثيبه عليها وان غضب الله في المعاصي ليرهب الناس فيجتنبوها ليرضى عليهم قال تعالى «لَيْلَةُ الْقَدْرِ» يكون العمل فيها «خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ 3» خالية منها ليقوموها فيحصل لهم الاجر المترتب على إحيائها وسبب نزولها ما قاله ابن عباس ذكر لرسول الله رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر فتعجب وتمنى ذلك لأمته فقال يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا فأعطاه الله تبارك وتعالى ليلة القدر، فقال ليلة القدر خير من الألف شهر التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولأمتك الى يوم القيامة وهي عبارة عن ثلاث وثمانين سنة واربعة أشهر، فالعمل الصالح ليلة القدر يعدل هذه المدة كلها وما جاء بأن هذه السورة وسورة الكوثر نزلتا حين رأى رسول الله بني امية على منبره فساءه ذلك فهو غير صحيح والحديث الوارد فيه قال عنه المزني انه منكر والدليل على عدم صحته ان هاتين السورتين مكيتان ولم يكن بمكة منبر قبل الهجرة ولا قبل الفتح، وانما اتخذ المنبر بالمدينة بعد نزولهما بسنين كثيرة، ثم بين الله تعالى