اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 467
(بَغْتَةً) أي فجأة؟
قلنا: فائدته أنها تأتيهم وهم غافلون مشغولون بأمور دنياهم، كما قال تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) فلولا قوله تعالى: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) جاز أن تأتيهم بغتة وهم فطنون مستعدون لها.
* * *
فإن قيل: كيف وصف سبحانه أهل النار فيها بكونهم مبلسين، والمبلس هو الآيس من الرحمة والفرج، ثم قال تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) فطلبوا الفرج بالموت؟
قلنا: تك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة فتختلف فيها أحوالهم، فيغلب عليهم اليأس تارة فيسكنون، ويشتد ما بهم من ألم العذاب تارة فيستغيثون.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) ظاهره يقتضى تعدد الألهة لأن النكرة إذا أعيدت تعددت كقولك: له على درهم ودرهم، وأنت طالق وطالق، ولهذا قال ابن
عباس رضى الله عنهما: لن يغلب عسر يسرين؟
قلنا: الإله هنا بمعنى المعبود (بالنقل) كما في قوله تعالى:
اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 467