اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 461
سورة الشورى
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالي: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) بلفظ المضارع، والوحى إلي من قبله ماضى؟
قلنا: قال الزمخشري: قصد بلفظ المضارع كون ذلك عادة وسنة لله تعالى، وهذا لا يوجد في لفظ الماضي، قلت: ويحتمل أن يكون باعتبار وضع المضارع موضع الماضي كما في قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ) أو بإضمار وأوحى إلى الذين من قبلك.
* * *
فإن قيل: إلى ماذا يرجع الضمير في قوله تعالى:
(يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) ؟
قلنا: معناه في هذا التدبير أو في الجعل المذكور، وقيل: في الرحم الذي دل عليه ذكر الأزواج.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وظاهره يقتضى إثبات المثل، ونفى مثل المثل، كما يقال: ليس كدار زيد دار، فإنه
يقتضى وجود الدار لزيد؟
قلنا: فيه وجوه: أحدها: أن المثل في لغة العرب كناية عن الذات، ومنه قولهم: مثلى لا يقال له كذا، ومثلك لا يليق به كذا، فمعناه ليس كهو شيء، الثانى: أن الكاف زائدة للتأكيد، والمعنى ليس مثله شيء، الثالث: أن مثل زائدة، فيصيو المعنى ليس كهو شيء كما مر في الوجه الأول، وألفرق بين الوجهين أن المثل في الوجه الأول
كناية عن الذات، وفى الوجه الثالث زائد مطرح كأنه لم يذكر.
اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين الجزء : 1 صفحة : 461