responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
يقتضى تعلق الرخاء وسعة الرزق بالإيمان بالكتاب والعمل
بما فيه وليس كذلك، فإن كثيرا من المؤمنين بالكتب الأربعة العاملين
بما فيها مما لم ينسخ عيشهم في الدنيا مكدر ورزقهم مضيق؟
قلنا: هذا التعليق خاص في حق أهل الكتاب، لأنهم اشتكوا من ضيق
الرزق حتى قالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) فأخبرهم الله تعالى إن
ذلك التضييق عقوبة لهم بشؤم معاصيهم وكفرهم والله تعالى
يجعل ضيق الرزق وتقتيره نعمة في حق بعض عباده، ونقمة في حق
بعضهم، وكذلك الرخاء والسعة فيعاقب بهما على المعصية ويثيب بهما
على الطاعة، ويختلف ذلك باختلاف أحوال الأشخاص فلا يلزم من
توسع الرزق الإكرام ولا من تضييقه الاهانة، ولا يلزم عكسه
أيضأ، ولهذا رد الله تعالى ذلك بقوله: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ) إلى قوله: (كَلَّا) . أي ليس الأمر كما ظن الإنسان وزعم من
أن توسيع الرزق دليل الكرامة، وتضييقه دليل الاهانة، بل دليل
الكرامة هو الهداية والتوفيق للطاعات، ودليل الاهانة هو الإضلال
والخذلان وحرمان التوفيق.
* * *
فإن قيل: ما فائدة قوله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) .

اسم الکتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل المؤلف : الرازي، زين الدين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست