responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إنكار الجن من شطحات التفسير الموضوعي للقرآن المؤلف : مصطفى الوراق إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 314
شطط يقود إلى شطط:
لقد ساق الدكتور شططه في أمر الجن إلى شطط في تفسيره لأمور أخرى وردت في سورة (النمل) وذلك حتى تتسق المعاني مع المعنى الذي ذهب إليه الدكتور في تفسير الجن بأنهم إنس غير معهودين فماذا قال في تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ

السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها وانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهناك رجعوا إلى قومهم {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وإنما أوحي إليه قول الجن"[1].
ولا بأس من إيراد تعليق الأستاذ سيد قطب عليه يقول: "وهي أن رواية ابن عباس –قاطعة في أن الرسول صلى الله عليه وسلم - إنما علم بالحادث عن طريق الوحي وأنه لم ير الجن ولم يشعر بهم" إلى أن يقول: "ويقويها ما عرفناه من القرآن من صفة الجن" {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} فهل يمكن في رأي الدكتور أن يختفي شخص الإنسان بحيث يكون قريبا منك ومواجها لك ثم لا تراه عينك؟!
رابعا: ماذا يفعل الدكتور في رواية مسلم التي جاء فيها وسألوه – صلى الله عليه وسلم- الزاد. أي سأله الجن زادا لهم. فقال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم" [2] فهل يرى الدكتور في هذا طعاما للإنس؟ وما رأي الدكتور في قوله صلى الله عليه وسلم: "أوفر ما يكون لحما"؟ أو ليس هذا الكلام واضحا في أنه يحدد طعام عالم آخر وهو عالم الجن الذي ينكره الدكتور والذي يثبته الحديث بل ويثبت له دوابا لها طعامها الخاص.

[1] أخرجه البخاري في التفسير وفي الصلاة والترمذي والنسائي في التفسير.
[2] مختصر تفسير ابن كثير اختصار وتحقيق الشيخ محمد علي الصابوني الجزء الثالث، الطبعة الأولى صفحة 324 -325.
اسم الکتاب : إنكار الجن من شطحات التفسير الموضوعي للقرآن المؤلف : مصطفى الوراق إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست