اسم الکتاب : الوجيز في علم التجويد المؤلف : البدوي، محمود سيبويه الجزء : 1 صفحة : 21
[انظُرُوا [1] مِن ظَهِيرٍ [2] ظِلا ظَلِيلا [3] ] .
والسبب في إخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف هو أنهما لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من أحرف الإدغام حتى يجب إدْغامهما، ولم يبعدا منها كبعدهما من حروف الإظهار حتى يجب إظهارهما، فأعطيا حكما متوسطا بين الإظهار والإدغام، وهو الإخفاء.
مراتب الإخفاء:
للإخفاء ثلاث مراتب:
أعلى: عند الطاء والدال والتاء.
وأدنى: عند القاف والكاف.
وأوسط: عند الحروف العشرة الباقية.
هذا والفرق بين الإخفاء والإدغام هو أن الإدغام فيه تشديد، وأما الإخفاء فلا تشديد فيه.
ويسمى هذا النوع من الإخفاء إخفاء حقيقيًا لانعدام ذات الحرف المخفي، وهو النون الساكنة والتنوين.
باب أحكام الميم الساكنة
الميم الساكنة هي الخالية من الحركة، ولها قبل حروف الهجاء ثلاثة أحكام:
الحكم الأول:
الإخفاء وقد سبق تعريفه، ويكون عند حرف واحد وهو الباء، وتصحبه الغنة.
فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء أخفيت الميم مثل: يَعْتَصِم بِاللَّهِ [4] يَوْمَ هُم بَارِزُونَ (5)
ويسمى هذا النوع من الإخفاء إخفاء شفويًا لخروج حرفه من الشفة، وذهب جماعة إلى إظهار الميم الساكنة عند الباء إظهارًا تامًا أي: من غير غنة والإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، فقد أجمعوا على إخفاء الميم الساكنة المقلوبة عن النون الساكنة أو التنوين -كما تقدم في الإقلاب-.
ووجه الإخفاء أنهما لما اشتركا في المخرج واتفقا في بعض الصفات ثقل الإظهار والإدغام المحض فعدل إلى الإخفاء، ودليله من التحفة: فالأولُ الإخفاءُ عند الباءِ
وَسَمِّهِ الشَّفويَّ للقُرَّاءِ
الحكم الثاني:
الإدغام وجوبًا بغنة في ميم مثلها، مثل: خَلَقَ لَكُم مَا فِي الأَرْضِ [6] ويسمى هذا النوع من الإدغام إدغام مثلين صغيرا، ودليله
كذلك: والثانِ إدغامٌ بمثلها أتى
وسمِّ إدغامًا صغيرًا يا فتى
الحكم الثالث: [1] سورة الأنعام: الآية (11) . [2] سورة سبأ: الآية (22) . [3] سورة النساء: الآية (57) . [4] سورة آل عمران: الآية (101) .
(5) سورة غافر: الآية (16) . [6] سورة البقرة: الآية (29) .
اسم الکتاب : الوجيز في علم التجويد المؤلف : البدوي، محمود سيبويه الجزء : 1 صفحة : 21