اسم الکتاب : النكت في القرآن الكريم المؤلف : المجاشعي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 149
فأما ننسخ: فَمنْ نَسَختُ فأنا ناسخٌ، والشيء منسوخ، وأما نُتْسِخ ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون بمعنى ما نُنْسِخُكَ يا محمد، وهو قول أبي عبيدة.
يُقال: نسخت الكتاب وأنسختُهُ غيري.
والثلتي: أن يكون ننسخ جعلته ذا نسخ، كما يقال: أقبرته جعلته قبرٍ.
ويروى ان الحجاج صلب رجلاص، فقال له قومه: اقبرنا فلاناً، اي: اجعله ذا قبر.
واختلف في (نَنْسَاهَا) ، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو {نَنْسَأَهَا} بالهمزة وهو جزم بالشرط، ولا يجوز حذفها عندهما، لأن سكونها علامة الجزم، وقرأ الباقون {نُنسِهَا} بضم النون وكسر السين على أم يكون من النسيان، أو يكون من الترك، والأول قول قتادة، والثاني قول ابن عباس.
فصل:
ومما يُسأل عنه: أن يقال: كيف يجوز على الجماعة الكبيرة أن تنسى شيئاً كانت حافظةٌ له حتى لا يذكره ذاكر منها؟
والجواب: أن فيه قولين:
أحدهما: أنه إذا أمر الناس بترك تلاوته نسي على مرور الأيام.
والثاني: أن يكون معجزة للنبي - عليه السلام -، وقد حاءت أحاديث متظاهرة في أنها نزلت
اسم الکتاب : النكت في القرآن الكريم المؤلف : المجاشعي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 149