responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكي والمدني المؤلف : رباني، محمد شفاعت    الجزء : 1  صفحة : 6
الروايات التي حددت السور المكية والمدنية

قد وردت مجموعة من الروايات عن الصحابة والتابعين التي حددت السور المكية والمدنية وفيما يلي نسرد هذه الروايات مع بيان درجتها من حيث الصحة والضعف. ثم نذكر على ضوئها السور المتفق علي مكيتها أو مدنيتها والسور المختلف فيها.

أ) الرواية الأولى عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد جاءت من خمس طرق:

1- طريق أبي عبيد في كتابه «فضائل القرآن…» : "قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا والفتح، والحديد، والحديد والمجادلة والحشر، والممتحنة، والحواريون- يريد الصف-، والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل إذا يغشي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وسائر ذلك بمكة" [1] .

وهذا إسناد صحيح، وأغلب مرويات علي بن أبي طلحة في التفسير عن ابن عباس، إلا أنه لم يلقه، لكنه حمل عن ثقات أصحابه مثل مجاهد وعكرمة [2] .

فالسور المدنية فيها خمس وعشرون سورة، وقال أبو عمرو الداني بعد أن ذكر هذه الرواية: "ولم يذكر علي بن أبي طلحة في المدني الحجرات، والجمعة، والمنافقين وهن ثلاثتهن مدنيات بإجماع" [3] .

2- طريق ابن الضريس في كتابه «فضائل القرآن…» : قال ابن الضريس: "أخبرنا أحمد قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: قال عمر بن هارون قال: حدثنا عمر بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أول ما نزل من القرآن بمكة، وما أنزل منه بالمدينة الأول، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء، وكان أول ما أنزل من القرآن: اقرأ باسم ربك الذي خلق… " [4] ثم سرد السور المكية وهي ست وثمانون سورة، والسور المدنية وهي ثمان وعشرون سورة، وهي: البقرة ثم الأنفال، ثم آل عمران ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم الزلزلة، ثم الحديد، ثم سورة محمد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم الإنسان، ثم الطلاق، ثم البينة، ثم الحشر، ثم النصر، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة ثم التوبة.

وإسناده ضعيف من أجل عمر بن هارون، ولكن رواية الزركشي والتي بسند آخر تعد شاهدًا لهذا الطريق [5] .

3- طريق النحاس في كتابه «الناسخ والمنسوخ…»

قال أبو جعفر النحاس: "حدثني يموت بن المزروع، قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدًا عن تلخيص آي المدني من المكي، فقال: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة، فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة، فهن مدنيات قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ إلى تمام الآيات الثلاث… وما تقدم من السور فهن مدنيات، أعني سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة…." [6] .

وساقها السيوطي منسوبة إلى كتابه «الناسخ والمنسوخ» سياقًا أكمل منها، وفيها تعداد للسور المكية والمدنية، ثم قال: "هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين" [7] .

والحقيقة أن الإسناد فيه ضعف من أجل السجستاني وأبي عبيدة. (8)
4- طريق ابن عبد الكافي في كتابه: "بيان عدد سور القرآن وآياته.."

قال ابن عبد الكافي: "سمعت الإمام أبا الحسن الفارسي رحمه الله قال: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن الحسين أنه قال: روي عن عبد الله بن عمير عن أبيه عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عن ابن عباس…" [9] فذكر السور المكية والمدنية معًا.

5- طريق البيهقي في كتابه: «دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة» .

روى البيهقي الرواية بإسنادين وصحح أحدهما، وهو الإسناد:

"قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، قال: علي بن الحسين بن الواقد، عن أبيه قال: حدثنا يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن" [10] ثم ذكر السور المكية…، والسور المدنية.

والسور المدنية هي: المطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، والزلزلة، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، والإنسان، والطلاق، والبينة، والحشر، والنصر، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، والتحريم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، والتوبة.
وهي تسع وعشرون سورة، وإسناد الرواية صحيح [11] .

ب) الرواية الثانية عن قتادة، وقد جاءت من ثلاث طرق كلها صحيحة إلى قتادة. (12)
1- طريق حارث المحاسبي في كتابه: «فهم القرآن» .
قال الحارث -رحمه الله-: "حدثنا شريح، قال: حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال: "السور المدنية: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والرعد، والحجر، والنحل، والنور، والأحزاب، وسورة محمد (صلى الله عليه وسلم) والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والنساء الصغرى، و "يا أيها النبي لم تحرم"، و "لم يكن"، و "إذا جاء نصر الله والفتح"، و "قل هو الله أحد"، وهو يشك في "أرأيت" [13] .

وهي سبع وعشرون سورة، وما عداها كلها مكية.

2- طريق ابن الأنباري في كتابه: «الرد على من خالف مصحف عثمان» قال ابن الأنباري -رحمه الله-: "حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويأيها النبي لم تحرم إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر القرآن نزل بمكة" [14] .

فهذه سبع وعشرون سورة مدنية، ويؤيد هذه الرواية المذكورة من الطريقين ما رواه ابن سعد في الطبقات:
قال: "أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى، عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس، قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة" [15] .

3- طريق أبي عمرو الداني في كتابه: «البيان في عد آي القرآن» .

قال الحافظ: "أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل بن شاذان، قال: أنا إبراهيم بن موسى، قال: أنا يزيد بن زريع قال: أنا سعيد، عن قتادة، قال: المدني البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والحج، والنور، والأحزاب، و "الذين كفروا"، و "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، و "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"، والمسبحات من سورة الحديد إلى "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء" (16) ، و "يا أيها النبيّ لم تحرم"، و "لم يكن الذين كفروا"، و "إذا زلزلت"، و "إذا جاء نصر الله" مدني، وما بقي مكي [17] فهي خمس وعشرون سورة، ثم ذكر السور التي بعضها مكي وبعضها مدني.

ج) الرواية الثالثة عن جابر بن زيد التابعي رواها عنه أبو عمرو الداني بإسناده: "قال: أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل، قال: أنا أحمد بن يزيد، قال: أنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: أنا حسان بن إبراهيم، قال: أنا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد قال:…. "ثم سرد السور المكية على ترتيب نزولها وهي خمس وثمانون سورة، ثم قال:

"وأنزل عليه بعد ما قدم المدينة سورة البقرة، ثم آل عمران، ثم الأنفال، ثم الأحزاب، ثم المائدة، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم "إذا زلزلت"، ثم الحديد، ثم سورة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم "هل أتى على الإنسان"، ثم سورة النساء القصرى، ثم "لم يكن الذين كفروا"، ثم الحشر، ثم "إذا جاء نصر الله والفتح"، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم "يا أيها النبي لم تحرم"، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم سبح الحواريون، ثم "إنا فتحنا لك فتحًا"، ثم التوبة، ثم خاتمة الفرقان، فذلك ثمان وعشرون سورة" [18] .

د) الرواية الرابعة عن الإمام الزهري في كتابه: «تنزيل القرآن بمكة والمدينة» إلا أنها ضعيفة جدًا [19] .

ويضم إلى هذه الروايات بعض أقوال أهل العلم:

1- ذكر أبو داود سليمان بن نجاح في «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» [20] أن السور المدنية إحدى وعشرون سورة، وهن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، والقتال، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، ولم يكن، والنصر.

والمختلف فيها تسع عشرة سورة، وهن: الحمد، والرعد، والنحل، والحج، وص، والرحمن، والصف، والتغابن، والإنسان، والمطففين، وسبح، والفجر، والليل، والقدر، والزلزلة، والعاديات، والإخلاص، والمعوذتان.

وما عداهما مكية، وجملتهن أربع وسبعون سورة، فصار المجموع مائة وأربع عشرة سورة.

2- قول هبة الله بن سلامة المفسر في كتابه: «الناسخ والمنسوخ» [21] فالسور المدنية المتفق عليها عنده إحدى وعشرون سورة، وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، الفتح، الحجرات، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق، التحريم، القدر، البينة.

والسور المختلف فيها عنده سبع عشرة سورة، وهي: الفاتحة، والرعد، النحل، الحج، العنكبوت، محمد (صلى الله عليه وسلم) ، الرحمن، الحديد، الإنسان، عبس، المطففين، الليل، الزلزلة، النصر، الإخلاص، الفلق، الناس، وما عداها مكية.

3- قول أبي الحسن بن الحصار في كتابه: «الناسخ والمنسوخ» [22] فالسور المدنية باتفاق عشرون سورة، وهن: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد (صلى الله عليه وسلم) ، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، المنافقون، الجمعة، الطلاق، التحريم، النصر.

والسور المختلف فيها اثنتا عشرة سورة، وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، الناس. وما عدا ذلك فهو مكي.

[1] فضائل القرآن 2/200 برقم (813) ، وأخرجه أبو عمرو الداني في البيان 134، وسقط من إسناده معاوية بن صالح والسيوطي في الإتقان 1/ 27 وفيه: حدثنا عبد الله بن صالح ومعاوية بن صالح، والمثبت هو الصواب
[2] المكي والمدني 1/260.
[3] البيان 135.
[4] فضائل القرآن، وأخرج السيوطي في الإتقان 1/26، وذكر هذا النص الزركشي في البرهان 1/ 193 ولكن بسند آخر.
[5] كما ذكره محقق الكتاب في ص 75.
[6] الناسخ والمنسوخ 167
[7] الإتقان 1/24، السياق الذي ذكره غير موجود في الناسخ والمنسوخ المطبوع في مظانه، والله أعلم.
(8) المكي والمدني 1/269.
[9] نقلًا عن المكي والمدني 1/269 والأثر أخرجه ابن الضريس في فضائله 73.
[10] الإتقان 1/ 25.
[11] المكي والمدني 1/ 280
(12) كما في المكي والمدني 1/262، 264، 276.
[13] المكي والمدني 1/261.
[14] مقدمة تفسير القرطبي 1/61.
[15] الإتقان 1/ 24، وخصائص السور والآيات المدنية 54.
(16)
وهن: الحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق.
[17] البيان 133.
[18] البيان 135.
[19] المكي والمدني 1/ 253.
[20] حققه الدكتور أحمد شرشال، رسالة علمية لمرحلة الدكتوراه انظر ص: 10.
[21] انظر كتابه "الناسخ والمنسوخ"، "وخصائص السور والآيات المدنية" 58.
[22] الإتقان 1/28.
اسم الکتاب : المكي والمدني المؤلف : رباني، محمد شفاعت    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست