اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 99
وقيل في جبرائيل وميكائيل: إنّ إيل اسم الله تعالى [1] ، وهذا لا يصح بحسب كلام العرب، لأنه كان يقتضي أن يضاف إليه فيجرّ إيل، فيقال:
جبرإيل.
وآل الشخص: شخصه المتردد. قال الشاعر:
33-
ولم يبق إلّا آل خيم منضّد
«2» والآل أيضا: الحال التي يؤول إليها أمره، قال الشاعر:
34-
سأحمل نفسي على آلة ... فإمّا عليها وإمّا لها
«3» وقيل لما يبدو من السراب: آل، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا، أو لتردد هواء وتموّج فيكون من: آل يؤول.
وآلَ اللبن يَؤُولُ: إذا خثر [4] ، كأنّه رجوع إلى نقصان، كقولهم في الشيء الناقص: راجع.
التأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، ومنه: المَوْئِلُ للموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو ردّ الشيء إلى الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران/ 7] ، وفي الفعل كقول الشاعر:
35-
وللنّوى قبل يوم البين تأويل
«5» وقوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف/ 53] أي: بيانه الذي غايته المقصودة منه.
وقوله تعالى: ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء/ 59] قيل: أحسن معنى وترجمة، وقيل: أحسن ثوابا في الآخرة.
والأَوْلُ: السياسة التي تراعي مآلها، يقال:
أُلْنَا وإِيلَ علينا [6] . [1] قيل ذلك ولكنه اسم الله في اللغة السريانية. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: جبريل كقولك: عبد الله، جبر:
عبد، وإيل: الله. وجاء مرفوعا فيما أخرجه الديلمي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «اسم جبريل عبد الله، وإسرافيل عبد الرحمن» . راجع: الدر المنثور 1/ 225، والعين 8/ 357.
(2) العجز لزهير بن أبي سلمى من قصيدة له يمدح بها هرم بن سنان، وصدره:
أربّت بها الأرواح كلّ عشية
انظر: ديوانه ص 19.
(3) الرجز في اللسان (أول) 11/ 39 بلا نسبة، وهو للخنساء في ديوانها ص 121، والخصائص 2/ 271. [4] انظر: اللسان 11/ 35.
(5) العجز لعبدة بن الطبيب وأوله:
وللأحبّة أيّام تذكّرها
من قصيدته المفضلية وهو في المفضليات ص 136. [6] وهذا من كلام عمر بن الخطاب، وقاله زياد بن أبيه في خطبته أيضا. انظر نثر الدر 2/ 40، وأمثال أبي عبيد ص 106.
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 99