اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 796
اللّذان يخرج منهما النَّخِيرُ نُخْرَتَاهُ، ومِنْخَرَاهُ، والنَّخُورُ: النّاقَةُ التي لا تَدِرُّ أو يُدْخَل الأصبعُ في مِنْخَرِهَا، والنَّاخِرُ: من يَخْرُجُ منه النَّخِيرُ، ومنه:
ما بِالدَّارِ نَاخِرٌ [1] .
ندد نَدِيدُ الشيءِ: مُشارِكه في جَوْهَره، وذلك ضربٌ من المُماثلة، فإنّ المِثْل يقال في أيِّ مشاركةٍ كانتْ، فكلّ نِدٍّ مثلٌ، وليس كلّ مثلٍ نِدّاً، ويقال: نِدُّهُ ونَدِيدُهُونَدِيدَتُهُ، قال تعالى:
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً
[البقرة/ 22] ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً [البقرة/ 165] ، وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً [فصلت/ 9] وقرئ: (يوم التَّنَادِّ) [غافر/ 32] [2] أي: يَنِدُّ بعضُهم من بعض. نحو: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [عبس/ 34] .
ندم
النَّدْمُ والنَّدَامَةُ: التَّحَسُّر من تغيُّر رأي في أمر فَائِتٍ. قال تعالى: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
[المائدة/ 31] وقال: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ
[المؤمنون/ 40] وأصله من مُنَادَمَةِ الحزن له. والنَّدِيمُ والنَّدْمَانُ والْمُنَادِمُ يَتَقَارَبُ.
قال بعضهم: المُنْدَامَةُ والمُدَاوَمَةُ يتقاربان. وقال بعضهم: الشَّرِيبَانِ سُمِّيَا نَدِيمَيْنِ لما يتعقّبُ أحوالَهما من النَّدَامَةِ على فعليهما.
ندا
النِّدَاءُ: رفْعُ الصَّوت وظُهُورُهُ، وقد يقال ذلك للصَّوْت المجرَّد، وإيّاه قَصَدَ بقوله: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً
[البقرة/ 171] أي: لا يعرف إلّا الصَّوْت المجرَّد دون المعنى الذي يقتضيه تركيبُ الكلام. ويقال للمركَّب الذي يُفْهَم منه المعنى ذلك، قال تعالى: وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى
[الشعراء/ 10] وقوله: وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة/ 58] ، أي: دَعَوْتُمْ، وكذلك: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
[الجمعة/ 9] ونِدَاءُ الصلاة مخصوصٌ في [1] أي: ما بها أحد. انظر: المجمل 3/ 860، والبصائر 5/ 30. [2] وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس والضحاك والأعرج وأبو صالح بتشديد الدال. انظر: البصائر 5/ 31.
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 796