اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 63
تشريفاً له. ورجل أَثِرٌ: يستأثر على أصحابه.
وحكى اللحياني [1] : خذه آثراً ما، وإثراً ما، وأثر ذي أثير [2] .
أثل
قال تعالى: ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ/ 16] . أَثْل: شجر ثابت الأصل، وشجر متأثّل:
ثابت ثبوته، وتأثّل كذا: ثبت ثبوته.
وقوله صلّى الله عليه وسلم في الوصيّ: «غير متأثّل مالًا» [3] أي: غير مقتنٍ له ومدّخر، فاستعار التأثّل له، وعنه استعير: نحتّ أثلته: إذا اغتبته [4] .
إثم
الإثم والأثام: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب [5] ، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر:
6-
جماليّةٍ تغتلي بالرّادف
إذا كذّب الآثمات الهجير [6] وقوله تعالى: فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ [البقرة/ 219] أي: في تناولهما إبطاء عن الخيرات.
وقد أَثِمَ إثماً وأثاماً فهو آثِمٌ وأَثِمٌ وأَثِيمٌ. وتأثَّم:
خرج من إثمه، كقولهم: تحوّب وتحرّج: خرج من حوبه وحرجه، أي: ضيقه.
وتسمية الكذب إثماً لكون الكذب من جملة الإثم، وذلك كتسمية الإنسان حيواناً لكونه من جملته.
وقوله تعالى: أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ [البقرة/ 206] أي: حملته عزته على فعل ما يؤثمه، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً
[الفرقان/ 68] أي: عذاباً، فسمّاه أثاماً لما كان منه، وذلك كتسمية النبات والشحم ندىً لما كانا منه في قول الشاعر:
7-
تعلّى الندى في متنه وتحدّرا
«7» وقيل: معنى: «يلق أثاماً» أي: يحمله ذلك [1] علي بن حازم، راجع أخباره في إنباه الرواة 2/ 255. وذكر هذا أيضا كراع في المنتخب 2/ 536. [2] المبرّد في قولهم: خذ هذا آثراً ما، قال: كأنه يريد أن يأخذ منه واحداً وهو يسام على آخر، فيقول: خذ هذا الواحد آثراً، أي: قد آثرتك به، و «ما» فيه حشو. راجع لسان العرب (أثر) . [3] الحديث أخرجه البخاري في الشروط 5/ 263 والوصايا، ومسلم في الوصية رقم (1632) ، وراجع شرح السنة 2/ 288، 305، وأخرجه النسائي بلفظ: «كل من مال يتيمك غير مسرفٍ ولا مباذر ولا متأثل» 6/ 256. [.....] [4] قال ابن فارس: ونحت فلان أثلته، مثل، وذلك إذا قال في عرضه قبيحاً. انظر: مجمل اللغة 1/ 87، وجمهرة الأمثال 2/ 309. [5] يقال: أثمت الناقة المشي تأثمه إثماً: أبطأت. انظر: اللسان (أثم) . [6] البيت للأعشى في ديوانه ص 87، واللسان (أثم) . وعجزه في المجمل 1/ 87.
(7) هذا عجز بيت لعمرو بن أحمر، وشطره:
[كثور العداب الفرد يضربه الندى] .
وهو في ديوانه ص 84، واللسان (ندى) .
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 63