اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 585
61] ، ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ [1] ، واسْتَعَمَّ عَمّاً، وتَعَمَّمَهُ، أي: اتّخذه عَمّاً، وأصل ذلك من العُمُومِ، وهو الشّمول وذلك باعتبار الكثرة.
ويقال: عَمَّهُمْ كذا، وعَمَّهُمْ بكذا. عَمّاً وعُمُوماً، والعَامَّةُ سمّوا بذلك لكثرتهم وعُمُومِهِمْ في البلد، وباعتبار الشّمول سُمِّيَ المِشْوَذُ [2] العِمَامَةَ، فقيل: تَعَمَّمَ نحو: تقنّع، وتقمّص، وعَمَّمْتُهُ، وكنّي بذلك عن السّيادة. وشاة مُعَمَّمَةٌ: مُبْيَضَّةُ الرّأس، كأنّ عليها عِمَامَةً نحو: مقنّعة ومخمّرة.
قال الشاعر:
332-
يا عامر بن مالك يا عمّا ... أفنيت عمّا وجبرت عمّا
«3» أي: يا عمّاه سلبت قوما، وأعطيت قوما. وقوله:
عَمَّ يَتَساءَلُونَ [عمّ/ [1]] ، أي: عن ما، وليس من هذا الباب.
عمد
العَمْدُ: قصد الشيء والاستناد إليه، والعِمَادُ: ما يُعْتَمَدُ. قال تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ
[الفجر/ 7] ، أي: الذي كانوا يَعْتَمِدُونَهُ، يقال:
عَمَّدْتُ الشيء: إذا أسندته، وعَمَّدْتُ الحائِطَ مثلُهُ. والعَمُودُ: خشب تَعْتَمِدُ عليه الخيمة، وجمعه: عُمُدٌ وعَمَدٌ. قال: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
، [الهمزة/ 9] وقرئ: فِي عَمَدٍ
«4» ، وقال:
بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها
[الرعد/ [2]] ، وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده مُعْتَمِداً عليه من حديد أو خشب. وعَمُودُ الصّبحِ: ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود في الهيئة، والعَمْدُ والتَّعَمُّدُ في التّعارف خلاف السّهو، وهو المقصود بالنّيّة، قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
[النساء/ 93] ، وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ
[الأحزاب/ [5]] ، وقيل: فلان رفيع العِمَادِ [5] أي: هو رفيع عند الِاعْتِمَادِ عليه، والعُمْدَةُ: كلُّ ما يعتمد عليه من مال وغيره، وجمعها: عُمُدٌ. وقرئ: فِي عَمَدٍ
«6» والْعَمِيدُ: السَّيِّدُ الذي يَعْمُدُهُ الناسُ، والقلب الذي يَعْمُدُهُ الحزن، والسّقيم الذي يعمده [1] قال ابن منظور: والعرب تقول: رجل معمّ مخول: إذا كان كريم الأعمام والأخوال كثيرهم. انظر: اللسان (عمم) . [2] المشوذ: العمامة، وجمعها: المشاوذ، ويقال: فلان حسن الشّيذة، أي: حسن العمّة.
(3) البيت للبيد يرثي عمّه ملاعب الأسنة عامر بن مالك.
وهو في ديوانه ص 205، وجمهرة اللغة 1/ 114.
(4) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص 443، والإقناع لابن الباذش 2/ 814. [5] انظر: المجمل 3/ 629، وأساس البلاغة ص 313.
قال قدامة بن جعفر: ويقال: عالي العماد، واري الزناد، رحيب الباع، مشبوح الذراع، ضخم الدسيعة، جمّ الصنيعة. انظر: جواهر الألفاظ ص 55.
(6) تقدمت قريبا.
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 585