اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 435
وقيل: الساعات التي هي القيامة ثلاثة: السَّاعَةُ الكبرى، هي بعث الناس للمحاسبة وهي التي أشار إليها بقوله عليه السلام: «لا تقوم السّاعة حتّى يظهر الفحش والتّفحّش وحتّى يعبد الدّرهم والدّينار» [1] إلى غير ذلك وذكر أمورا لم تحدث في زمانه ولا بعده. والساعة الوسطى، وهي موت أهل القرن الواحد وذلك نحو ما روي أنّه رأى عبد الله بن أنيس فقال: (إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتّى تقوم السّاعة) [2] فقيل: إنه آخر من مات من الصحابة، والساعة الصّغرى، وهي موت الإنسان، فَسَاعَةُ كلّ إنسان موته، وهي المشار إليها بقوله: قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً [الأنعام/ 31] ، ومعلوم أنّ هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته لقوله: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ ...
الآية [المنافقون/ 10] ، وعلى هذا قوله: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ [الأنعام/ 40] ، وروي أنه كان إذا هبّت ريح شديدة تغيّر لونه عليه السلام فقال: «تخوّفت السّاعة» [3] ، وقال: «ما أمدّ طرفي ولا أغضّها إلّا وأظنّ أنّ السَّاعَةَ قد قامت» [4] يعني موته. ويقال:
عاملته مساوعة، نحو: معاومة ومشاهرة، وجاءنا بعد سَوْعٍ من اللّيل، وسُوَاعٍ، أي: بعد هدء، وتصوّر من السّاعة الإهمال، فقيل: أَسَعْتُ الإبل أسيعها، وهو ضائع سائع، وسُوَاعٌ: اسم صنم، قال تعالى: وَدًّا وَلا سُواعاً
[نوح/ 23] .
ساغ
سَاغَ الشّراب في الحلق: سهل انحداره، وأَسَاغَهُ كذا. قال: سائِغاً لِلشَّارِبِينَ
[النحل/ 66] ، وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ
[إبراهيم/ 17] ، وسَوَّغْتُهُ مالا مستعار منه، وفلان سوغ أخيه: إذا ولد إثره عاجلا تشبيها بذلك.
سوف سَوْفَ حرف يخصّص أفعال المضارعة بالاستقبال، ويجرّدها عن معنى الحال، نحو: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي
[يوسف/ 98] ، وقوله: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [الأنعام/ 135] ، [1] الحديث أخرجه أحمد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة» انظر: المسند 2/ 162. [2] الحديث عن أنس بن مالك أن رجلا قال: يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد، فقال: «إن يعش هذا فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة» . أخرجه أحمد في مسنده 3/ 270، ومسلم برقم 2269، والبخاري في الأدب، فتح الباري 10/ 553 واسم الغلام محمد. [3] الحديث عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قد اشتدت تغيّر وجهه. أخرجه أحمد 6/ 66، والبخاري في الاستسقاء. فتح الباري 2/ 520 دون قوله تخوّفت ... الخ. [4] لم أجده.
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن-دار القلم المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 435