responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجزة الكبرى القرآن المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 247
والشتاء إلى الشام واليمن تجاريتين، لا تتصلان بالعلم في أيِّ باب من أبوابه، ولا منزع من منازعه.
وجاء القرآن الكريم في ذلك الوسط الأمي يذكر لهم أخبار الأنبياء السابقين وأحوال أممهم معهم، وما حلَّ بالذين كفروا وضلوا، وهم يرون هذه الآثار في الأمم التي تصاقبهم.
جاء القرآن الكريم بتفصيله الصادق المحكم عن أخبار هؤلاء النبيين، وقد وافق كثير منهم الصادق عند أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وما اختلفوا فيه عمَّا جاء في القرآن، فإنَّ الفحص الدقيق يثبت تحريفه، وصدق القرآن الكريم، فيما حكاه الله، فإنه علام الغيوب الذي أحاط بكل شيء علمًا.
ولقد ذكر القرآن ذلك الوجه من الإعجاز، فقد قال تعالى بعد ذكر قصة مريم وكفالة نبي الله تعالى زكريا لها: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44] . فإن هذا النص يشير إلى الدلالة على أنَّ القرآن من عند الله، وعلى أنَّ ذلك النوع من العلم ما كان عند العرب، وليس لهم به دراية.
وإنه لم تذكر قصة مريم البتول في التوراة، ولا الإنجيل، ولا رسائل الرسل قط، والقرآن الكريم وحده هو الذي بيِّن اصطفاءها، وفضلها على نساء العالمين.
ويقول الله تعالى بعد قصة نوح -عليه السلام: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49] .
وفي هذه الآية والتي قبلها إشارة واضحة إلى أنَّ هذا النوع من العلم ما كان معروفًا عندهم وما كانوا يتذاكرون به.
وقد قال تعالى في ذلك أيضًا: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102] فذكر القرآن أدق الأخبار، وما لا يعلمه أحد إلَّا الله تعالى.
وكان ذلك القصص الحكيم إخبارًا بالغيب الذي لا يعلمه إلَّا علَّام الغيوب دليلًا على أنه من عند الله العزيز الحكيم، وموافقته للصحيح من أخبار النبيين دليل على أن القرآن من عند الله وأنه ليس حديثًا مفترى، وليس أساطير الأولين اكتتبها ولا يمكن أن تملى عليه، ولا يوجد من يمليها عليه، وإذا كانوا قد ادَّعَوْا أنه تلقاها من بعض الناس في مكة، فهو لم يثبت اتصاله به، ولسانه أعجمي، وهذا كتاب عربي مبين، وفوق ذلك ففي القرآن من صادق الأخبار ما لم يكن في كتب أهل الكتاب المسطورة، ولا يأتيه الباطل فيما يقول.

اسم الکتاب : المعجزة الكبرى القرآن المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست