اسم الکتاب : المصطلحات الأربعة في القرآن المؤلف : المودودي، أبو الأعلى الجزء : 1 صفحة : 72
(2) الإطاعة والعبدية والخدمة والتسخر لأحد والائتمار بأمر أحد، وقبول الذلة والخضوع تحت غلبته وقهره. فيقولون (دنتهم فدانوا) أي قهرتهم فأطاعوا، و (دنت الرجل) أي خدمته، وجاء في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أريد من قريش كلمة تدين بها العرب) أي نطيعهم ونخضع لهم. بهذا المعنى يقال للقوم المطيعين (قوم دين) بهذا المعنى نفسه قد وردت كلمة الدين في حديث الخوارج (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) (1)
(3) الشرع والقانون والطريقة والمذهب والملة والعادة والتقليد، فيقولون (ما زال ذلك ديني وديدني) أي دأبي وعادتي. ويقال (دان) إذا اعتاد خيراً أو شراً. وفي الحديث (كانت قريش ومن دان بدينهم) أي من كان على طريقتهم وعادتهم، وفيه (أنه عليه السلام كان على دين قومه) أي كان يتبع الحدود والقواعد الرائجة في قومه في شؤون النكاح والطلاق والميراث وغير ذلك من الشؤون المدنية والاجتماعية.
(1) ليس معنى الحديث أن الخوارج سيخرجون من الدين بمعنى الملة. فإن عليا كرم الله وجهه لما سئل عنهم: أكفارهم؟ قال: من الكفر فروا. فسئل أفمنافقون هم؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، واولئك يذكرون الله صباح مساء، فيتقرر من ذلك أن المراد بالدين في هذا الحديث هو إطاعة الإمام. وقد فسره ابن الأثير بهذا المعنى في كتابه (النهاية) فقال: أراد بالدين الطاعة، أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها (الجزء الثاني الصفحة 41-42) .
اسم الکتاب : المصطلحات الأربعة في القرآن المؤلف : المودودي، أبو الأعلى الجزء : 1 صفحة : 72