اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 337
محفول بها، والحركة قبل الياء من "صَاحِبَي" ونحوه أقوى من حركة التقاء الساكنين، والكلام هنا يطول، لكن هذا مُتَوَجَّهُهُ.
ومن ذلك: "هِئْتُ لك"[1] بالهمز وضم التاء، قرأ بها علي -عليه السلام- وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى، واختُلف عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وطلحة بن مُصَرِّف وأبي عبد الرحمن. وقرأ: "هَيْتِ لَكَ" بفتح الهاء وكسر التاء ابن عباس بخلاف وابن محيصن وابن أبي إسحاق وأبو الأسود وعيسى الثقفي. وقرأ: "هُيِّئْتُ لَكَ" ابن عباس.
قال أبو الفتح: فيها لغات: هَيْتَ لك، وهِيتَ لك، وهَيْتُ لك، وهَيْتِ لك. وكلها أسماء سمي بها الفعل بمنزلة صَه ومَه وإيه في ذلك.
ومعنى "هَيْتَ" وبقية أخواتها: أَسْرِعْ وبادرْ، وقال:
أبلغ أمير المؤمنين ... أخا العراق إذا أتيتا
إن العراق وأهله ... عُنُق إليك فهَيْتَ هَيْتَا2
وقال طرفة3:
ليس قومي بالأَبعدين إذا ما ... قال داع من العشيرة: هَيْتُ
هم يجيبون: وا هَلُمَّ سراعا ... كالأَبَابِيل لا يُغَادَرُ بيْتُ
والحركات في أواخرها لالتقاء الساكنين.
وأما "هِئْتُ" بالهمز وضم التاء فَفِعْل، يقال فيه: هِئْتُ[4] أَهِيءُ "81و" هيئة كجئت أجيء جيئة؛ أي: تهيأت. وقالوا أيضًا: هِئْتُ أَهَاءُ كخفت أخاف، هذا بمعنى خذ. قال:
أفاطم هائي السيف غير مُذَمَّمِ [1] سورة يوسف: 23.
2 لشاعر يقولهما في علي -رضي الله عنه- وكسر همزة "إن" إما على قطع الكلام عما قبله، وإما على أن أبلغ بمعنى قل. وعنق إليك: مائلون إليك ومنتظروك. ويروى: "سلم" مكن "عنق". الخصائص: 1/ 276، واللسان "هيت".
3 ليس في ديوانه. [4] هاء: صار حسن الهيئة.
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 337