اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 151
سورة آل عمران:
بسم الله الرحمن الرحيم
من ذلك قراءة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وابن مسعود وإبراهيم النخعي والأعمش وأصحاب عبد الله وزيد بن علي وجعفر بن محمد وأبي رجاء بخلاف ورُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الحيُّ القيَّام"[1]، وقرأ علقمة[2]: "الحيُّ القَيِّم".
قال أبو الفتح: أما "القيَّام" ففيعال من قام يقوم؛ لأن الله تعالى هو القيم على كل نفس، ومثله من الصفة على فيعال الغيْداق[3] والبَيْطار، وأصله: القيْوَام، فلما التقت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء فصارت القيام، ومثله قولهم: "ما بالدار ديَّار"، وهو فيعال من دار يدور وأصلها دَيْوار، وأهل الحجاز يقولون للصَّوَّاغ: الصَّيَّاغ، فعلى هذا ينبغي أن يحمل لا على فَعَّال؛ لأنه كان يجب أن يكون صوَّاغًا، هذا هو الباب.
وأما الفيَّاد لِذَكر البوم فحمله أبو علي على أنه فَعَّال من الأسماء؛ وذلك أنه من فاد يفيد إذا تبختر. وأما الجيَّار للسُّعال فكذا يجب أن يكون أيضًا، وهو فَعَّال من لفظ "جَيْر" بمعنى نعم ومعناها؛ وذلك أن السَّعلة تجيب أختها كما أن جير جواب.
قال العجاج:
تجاوب الرَّعْدِ إذا تبوَّجا4
وأنشدنا أبو علي:
إذا حنَّت الأولى سَجَعْنَ لها معا [1]سورة آل عمران: 2. [2] هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك أبو شبل النخعي الفقيه الكبير، ولد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخذ القرآن عرضًا عن ابن مسعود، وسمع من علي وعمر وأبي الدرداء وعائشة، عرض عليه القرآن إبراهيم بن يزيد النخعي وغيره، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، مات سنة 62. طبقات القراء: 1/ 516. [3] الغيداق: الكريم، وشباب غيداق: ناعم.
4 قبله:
سحا أهاضيب وبرقا مرعجا
مرعجًا: متلألئًا، تبوج: صاح. وانظر: ديوان العجاج: 8، وروايته: يجاوب.
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 151