اسم الکتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان المؤلف : الخالدي، صلاح الجزء : 1 صفحة : 607
وجُمَلُ الآيةِ الطويلة، وآياتُ السورة، وسُورُ القرآنِ مجتمعة..
وهذا لا يوجَدُ في الكتبِ السابقة، التي حَرَّفَتْها أَيْدي البَشَر.
وقد اعتنى علماءُ ومفَسِّرونَ ببيانِ وإظهارِ التناسقِ بينَ آياتِ السورة، وفي
مقدمةِ هؤلاءِ الإِمامُ المفَسِّرُ البقاعيُّ في تفسيرِه " نَظْمُ الدُّرَر في تناسبِ الآيِ
والسور ".
وسيد قطب في تفسيرِه: " في ظلال القرآن ".
ويأتي بعد هذا المفترِي المجرمُ ليزعُمَ أَنَّ القرآنَ كَلامٌ مُفَكَّكٌ مُجَزَّأٌ،
ويَطرَحَ تَساؤُلَه الفاجرَ الدالَّ على خُبْثِه وجَهْلِه: " كيفَ يكونُ القرآنُ وَحْياً وهو منقطعٌ مُفَرَّقٌ، يأتي بعضُه في وَقْت، ويتأَخَّرُ بعضُه إِلى وَقْتٍ آخر؟ ".
وهو لا يتوقَّفُ عن الافتراءِ والكذبِ عندما يقولُ: " لقد كانَ محمَّدٌ
يَرتبكُ عندما يسأَلُه العَرَبُ أَو اليهودُ أَو النصارى، وأَحياناً كان يحتجّ بأَنَّ
جبريلَ تَأَخَّرَ بسببِ وُجودِ الكلاب ".
لم يَرتبِكْ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مرةً واحدة، عندما وُجّهَ له أَيُّ سؤال، ولم يَضطربْ ويتلعْثَم لأَنه لم يَعرف الجواب..
إِذا كانَ يَعرفُ جوابَ السؤالِ ذَكَرَه، وإذا لم يَعرف الجوابَ يَنتظرُ الجوابَ من الله، والانتظارُ ليسَ ارْتِباكاً أَو اضطراباً كما ادَّعى الجاهل، إِنما هو تأكيدٌ على حقيقةِ نبوتِه وتَلَقّيه الوحْيَ من الله.
وهذا موجودٌ في مبحثِ " نُزولِ القرآن "، واسْمُه: " ما نزلَ بعد طولِ
انتظار "، مثلُ إِنزالِ الآياتِ بشأنِ خولةَ بنتِ ثعلبة وزوجِها أَوسِ بن الصامت، وإنزالِ الآيات ِ ببراءَةِ عائشة - رضي الله عنها - بعدَ حديثِ الإِفْك، وإنزالِ الآياتِ بشأْنِ قصةِ أَصحاب الكهف وذي القرنين والروح، وهي موجودَةٌ في كتبِ التفسيرِ والحديثِ لا يتسعُ المَجالُ لذِكْرِها.
وأَمَّا أَنَّ جبريلَ لم يَنزلْ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لوجودِ كلبٍ عندهُ فهذه أُكذوبةٌ مضحكةٌ وروايةٌ باطلة، وَرَدَتْ في بعضِ الكتبِ التي لا تتحرّى الدِّقَّةَ والصحة، فتلَقفَها الفادي المجرمُ المفترِي وَرَدَّدَها..
وتَزعمُ الروايةُ الأُكذوبةُ أَنَّ جبريلَ تَوَقَّفَ لعدةِ أَسابيع عن النزولِ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فرآهُ في الطريقِ وسأَلَه عن سببِ توقُّفِه، وقال له: لماذا لم تَنْزِلْ عَلَيَّ فأَنا مشتاقٌ إِليك؟
اسم الکتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان المؤلف : الخالدي، صلاح الجزء : 1 صفحة : 607