اسم الکتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان المؤلف : الخالدي، صلاح الجزء : 1 صفحة : 139
تَذْكُرُ الآياتُ أَنَّ تَذبيحَ الأَبناءِ واستحياءَ النساءِ كان قبلَ ولادةِ موسى،
بل إِنَّ موسى وُلِدَ في هذا الجَوِّ، وكان عُرْضَةً للذَّبْح، لولا أَنَّ اللهَ حَماهُ بأَنْ
أَلْهَمَ أُمَّهُ حُسْنَ التصرف، بأَنْ تَضَعَهُ في التابوت، وتَضَعَ التابوتَ في اليَمِّ،
فيأْخُذَه الماءُ إِلى الساحل، وهناكَ يَأْخُذُهُ رجالُ أُسْرَةِ فرعونَ، ليُرَبّوهُ وَيَتَبَنَوْهُ!!.
ووردَ في سورةِ الأَعرافِ أَنَّ هذا التعذيبَ والتقتيلَ كان بعدَما بَعَثَ الله
موسى رسولاً - صلى الله عليه وسلم -، وبعدما قَدَّمَ نَفْسَه إِلى فرعون، ودَعاهُ إِلى الإِيمانِ بالله.
قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا) .
تَذْكُرُ هذه الآياتُ أَنَّ الملأَ من قومِ فرعونَ حَرَّضوهُ على البطشِ بموسى
النبيِّ وأَتْباعِه، فأَمَرَ بقتْلِ أَبناءِ بني إِسْرائيل واستحياءِ نسائِهم، ولما فَعَلَ ذلك
أَمَرَ موسى قومَهُ بالصبرِ والاستعانةِ بالله! [1] .
واعتبرَ الفادي الآيتَيْن متناقضتَيْن، قال: " تقولُ سورةُ الأَعرافِ: إِنَّ
المصريّينَ اشتكَوْا لفرعونَ من تصرفِ موسى، فأَمَرَ بقتْلِ أَبناءِ العبرانيّين
واستحياءِ نسائهم..
وتقولُ سورةُ القَصصِ: إِنَّ فرعونَ قبلَ ولادةِ موسى أَمَرَ
بذبْحِ الأَولادِ واستِحياءِ النِّساء، حتى خافَتْ أُمُّ موسى عليه، وخَبَّاَتْه في صفطِ البَرَدَى، إِلى أَن انتشلَتْه ابنةُ فرعون..
فالآيتان مُتناقِضَتان ".
ومن المعلومِ عندنا أَنه لا تَناقُضَ في القرآن، ولا تَعارُضَ بين آياتِه..
وفي الإِخبارِ عن تعذيب آلِ فرعونَ لبني إِسرائيل، لا تَعارُضَ ولا تَناقُضَ بين
سورةِ القَصَص وسورةِ الأَعراف.
إِنَّ تعذيبَ فرعونَ وآلِه لبني إسرائيل استمرَّ وَقْتاً طويلاً، بدأ قبلَ ولادةِ موسى، واستمرَّ إِلى ما بعد ولادته، وبقيَ إِلى أَنْ عادَ موسى من أَرضِ مَدْيَنَ رسولاً إِلى فرعونَ، ولما جَرى ما جَرى بينَ موسى - عليه السلام - وفرعون، واصَلَ فرعونُ وآلُهُ التعذيبَ والتذبيحَ والتقتيل، وجَدَّدَ فرعونُ أَمْرَهُ السابق بقَتْلِ الأَبْناء واستحياءِ النساء. [1] جاء في كتاب شبهات المشككين ما نصه:
98- طرح الأولاد فى النهر صدر قبل ولادة موسى لا بعد إرساليته
إن فى سورة الأعراف: أن الملأ من قوم فرعون بعد ولادة موسى وظهور نبوته قالوا لفرعون: أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض؟ وقد رد عليهم بقوله: (سَنُقَتِّل أبناءهم وتستحيى نساءهم وإنا فوقهم قاهرون)
وفى سورة القصص: أن قتل الأبناء واستحياء النساء كانا من قبل ولادة موسى وهذا تناقض.
الرد على الشبهة:
إن قتل الأبناء واستحياء النساء كانا من قبل ولادة موسى - عليه السلام - وهو فيما بعد يهدد باستمرار القتل والزيادة فيه. اهـ (شبهات المشككين) .
اسم الکتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان المؤلف : الخالدي، صلاح الجزء : 1 صفحة : 139