اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 82
- {قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} .
- {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} .
- {قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} .
- {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} .
- {قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [1].
يقول الجرجاني: جاء على ما يقع في أنفس المخلوقين من السؤال.
فلما كان في العرف والعادة فيما بين المخلوقين، إذا قيل لهم: "دخل قوم على فلان، فقالوا كذا" أن يقولوا: "فما قال هو؟ " ويقول المجيب "قال كذا ... " أخرج الكلام ذلك المخرج. لأن الناس خوطبوا بما يتعارفونه، وسلك باللفظ معهم المسلك الذي يسلكونه، وكذلك في قوله: {قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} وذلك أن قوله: {فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ} يقتضي أن يتبع هذا الفعل بقول: فكأنه قيل والله أعلم: "فما قال حين وضع الطعام بين أيديهم؟ " فأتى قوله: {قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} جوابا عن ذلك. وكذا: {قَالُوا لَا تَخَفْ} لأن قوله: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} يقتضي أن يكون من الملائكة كلام في تأنيسه وتسكينه مما خامره، فكأنه قيل: "فما قالوا حين رأوه، وقد تغير ودخلته الخيفة؟ " فقيل: {قَالُوا لَا تَخَفْ} وذلك -والله أعلم- المعنى جميع ما يجيء منه على كثرته، كالذي يجيء في قصة فرعون عليه اللعنة، في رد موسى عليه السلام[2]، ومما هو في غاية الوضوح في سورة الحجر[3]، وفي سورة [1] الذاريات: 24-28. [2] قال تعالى:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} .
{قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} .
{قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ} .
{قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} .
{قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ... } إلخ، [الشعراء: من 23-31] . [3] قال تعالى:
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} .
{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} [الحجر: 57 و58] .
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 82