اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 37
الفصل الأول: الفصل والوصل قبل الجرجاني
مدخل
... الفصل الأول: الفصل والوصل قبل الجرجاني:
من الطبيعي ألا تكون مادة "الفصل والوصل" من ابتكارات الجرجاني، إنما وجد الرجل تراثا مبعثرا فجمع شتاته وضم أوصاله، وأضاف ما أضاف حتى استوى فن "الفصل والوصل" شكلا بارزا له أبعاده وبناء متماسكا له قسماته.
وقد رجع الجرجاني في كتابيه "الدلائل" و"الأسرار" إلى العديد من العلماء ومنهم من تكلم في "الفصل والوصل" من مثل سيبويه والمبرد والجاحظ والعسكري والقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني والصولي، ومعهم غيرهم[1].
وسأعرض هنا للجهد الذي بذله بعض السابقين للجرجاني "ت 471هـ" من نحويين من مثل سيبويه "ت 180هـ" والفراء "ت 207هـ" والمبرد "ت 285هـ" وابن جني "ت 392هـ" وبلاغيين ونقاد مثل: الجاحظ "ت 255هـ" وابن وهب إسحاق بن إبراهيم "ت 272هـ" والصولي "ت 336هـ" والعسكري أبي هلال "ت 395هـ" وابن سنان الخفاجي "ت 466هـ" ومفسرين مثل الطبري "ت 310هـ" والشريف المرتضى "ت 436هـ" ومتكلمين مثل القاضي عبد الجبار "ت 415هـ".
ولا أقصد إلى تعقب التأثير والتأثر فيما بين هؤلاء أو فيما بين بعض منهم وعبد القاهر الجرجاني، فالذي يهمني رصد ما يمكن رصده من شذرات "الفصل والوصل" التي تبعثرت في مختلف البحوث ثم تحولت بطريق مباشر أو غير مباشر -على يد الجرجاني إلى شكل بارز وبناء متماسك يتميز بظهور روح الجرجاني وفنه وفكره. [1] انظر د. منير سلطان، إعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة، 121 ط3 منشأة المعارف بالإسكندرية.
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 37