responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان    الجزء : 1  صفحة : 208
كقوله تعالى في سورة الأنعام: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} [1].
إن عرض الموضوع بأشكال متعددة من أجمل فنون الفصل في القرآن الكريم، ولا يضارعه في هذا إلا فن الوصل حين يعرض للأجزاء الموصولة ثم يؤلف منها موضوعا متكاملا.
7- تصوير الهيئة المنفصلة والهيئة المتصلة:
والهيئة هي الحال التي يكون عليها صاحبها حين وقوع الحدث الأصلي، نحو قوله تعالى: {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ} [2]، و {لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} [3]. فالحدث الأصلي في الآية الأولى: كون الملك له والهيئة المصاحبة له كونهم أحق بالملك منه، وفي الثانية، امتلاكه لكل الثمرات، والهيئة المصاحبة إصابته بالكبر، وهذه الهيئة، التي هي "جملة الحال"، "بمنزلة الخبر من حيث -كما يقول الجرجاني- نثبت بها المعنى لذي الحال كما نثبته بالخبر للمبتدأ، وبالفعل للفاعل، والفرق بينهما أن خبر المبتدأ وفعل الفاعل جزء من الجملة، لا تتم الفائدة دونه، أما الحال، فهي ليست بجزء من الجملة، ولكهنا زيادة في خبر آخر سابق لهذا الجزء"[4].
ورابط الجملة الحالية التي تصور هيئة صاحبها مرتبطا بحدوث الحدث الأصلي في الجملة، إما أن يكون الواو نحو قوله تعالى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [5]، وإما الضمير نحو قوله تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [6]، أو هما معا مثل: {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} [7].

[1] الأنعام: 85.
[2] البقرة: 247.
[3] البقرة: 266.
[4] الدلائل: 212.
[5] البقرة: 30.
[6] ق: 21.
[7] البقرة: 44.
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست