اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 110
وتحريره أن الواو دلت على إطلاق أن يأخذ الناكحون من أرادوا نكاحها من النساء على طريق الجمع، إن شاءوا مختلفين في تلك الأعداد، وإن شاءوا متفقين فيها محظورا عليهم ما وراء ذلك[1].
3- الوصل ليس بالواو فقط:
ولكن: بها وبالفاء وبثم، وبعلى، بلام الجر، وبإلى وببقية أدوات الربط.
"أ" الوصل بـ "الفاء":
1- يفيد التسبيب والتعقيب:
في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [2]. فما معنى هذه الفاءات؟ يجيب الزمخشري: الأولى للتسبيب لا غير: لأن الظلم سبب التوبة، والثانية للتعقيب: لأن المعنى فاعزموا على التوبة فاقتلوا أنفسكم من قبل الله تعالى، جعل توبتهم قتل أنفسهم والثالثة: متعلقة بمحذوف[3] ... وكذلك في قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [4].
2- ويفيد الشرطية:
وذلك في قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [5]، ودخول الفاء ضمنتها معنى الشرط، لأن المعنى والذي سرق والتي سرقت فاقطعوا أيديهما[6]. [1] الكشاف 1/ 497. [2] البقرة: 54. [3] الكشاف 1/ 281. [4] الأنفال 68، الكشاف 2/ 169. [5] المائدة 38. [6] الكشاف 1/ 611.
اسم الکتاب : الفصل والوصل في القرآن الكريم المؤلف : منير سلطان الجزء : 1 صفحة : 110