اسم الکتاب : الفرائد الحسان في عد آى القرآن المؤلف : القاضي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 33
مِمَّا تُحِبُّونَ} للمكي والدمشقي وشيبة بن نصاح[1]. من أهل المدينة. فيكون غير معدود للبصري والكوفي والحمصي وأبي جعفر من أهل المدينة. وتقييد هذا الموضع بكلمة {مِمَّا} لإخراج الموضعين الآخرين في السورة وهما {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه} و {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّون} فإنهما متروكان بالاتفاق.
قلت:
مقام إبراهيم للشامي ورد ... كذا أبو جعفر أيضا في العدد
وأقول: قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} ورد عده للشامي وأبي جعفر فيكون متروكا للباقين، "تتمة" أماكن الخلاف في هذه السورة سبعة {الم} و {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} و {أَنْزَلَ الْفُرْقَان} و {وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} و {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ} و {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} و {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} ولا يخفى عليك العادون والتاركون في كل موضع من هذه المواضع والله أعلم. [1] وهذا أول المواضع التي اختلف فيها شيبة وأبو جعفر وهى ست وهذا أولها.
والثاني: مقام إبراهيم، والثالث: وإن كانوا ليقولون في الصافات، والرابع: قد جاءنا نذير في الملك. والخامس: إلى طعامه في سورة عبس. والسادس: فأين تذهبون في التكوير. وقد عدها شيبة إلا الموضع الثاني فتركه، وترك عدها أبو جعفر إلا الموضع الثاني فعده. سورة النساء:
قلت:
لكوف السبيل والشامي يعد ... وذا أليما آخرا به انفرد
وأقول: المختلف في هذه السورة فاصلتان اثنتان فقط الأولى {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيل} والثانية {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} آخر السورة الذي بعده {وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} وقد بينت أن الأولى تعد للكوفي والشامي وتترك لغيرهما، وأن الثانية انفرد الشامي بعدها: فاسم الإشارة في قولي "وذا" يعود على الشامي وقيدت {أَلِيمًا} بكونه آخر المواضع: احترازا عن غيره من المواضع المعدودة للجميع في السورة وجملتها ثلاثة: {أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} و {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} و {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} والله أعلم.
اسم الکتاب : الفرائد الحسان في عد آى القرآن المؤلف : القاضي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 33