responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 78
إنَّ استبصار موقع السورة في السياق الكلّي لترتيل القرآن الكريم معين على استكشاف حركة المعنى فيها مبدأ ومنتهى واستكشاف علاقة المعانى الكلية والمعانى الجزئية فيها بما سبقها وبما سيتلوها تأسيسا وتأكيدا وإجمالا وتفصيلا ... الخ.
ومثل هذا وان كان مستصعبا أو مظنونا أنَّه عقيم غير مُجْدٍ كما يتسارع إلى قذفِه بعض الأساتذة في وجوه طلاب العلم (1)

(1) - درج بعض الأساتذة إذا ما سأله طالب علم عن موضوع ما أن يلقي في وجهه بأن ذلك موضوع عقيم، وأنه قد استهلك قولا أوبحثًا، يقول ذلك دونما دراسة جادة ونظر محيط ثاقب فيما يحكم عليه بالعقم، والأمر أعظم من ذلك، فخير لطلاب العلم أن يستكشفوا الموضوعات بأنفسهم، ولا يستسهلوا الاعتماد على مشورة من لا يعرف خطر المشورة في مثل هذا.
أنا لا أعرف أنَّ هنالك موضوعًا عقيما إذا ما أنزل طالب العلم عليه سبحات غيثه التفكيريّ والتدبري، كلّ موضوعات العلم أرض نقيّة تقبل الماء الطهور فتنبت الكلأ والعشب الكثير. المهم أن يصيبها الغيث من سماء قلب طالب العلم النّافع. ولذا لا ارى وجها لما درجت عليه أنظمة الدراسات العليا في الجامعات من منع تسجيل دراسة في موضوع سبق تسجيله من سنين عديدة. لا أظنّ أنَّ هنالك من يمكنه أن يوفيّ أيّ موضوع حقّه وإن كان شيخ الشيوخ في عصره فلا يبقى من الموضوعِ الكثيرُ المفتقرُ إلى حقّه من النظر والمباحثة والمفاتشة.
ينبغي أن نعيد النظر في مثل هذا، بل ينبغي أن نأذن لأكثر من باحث العمل في موضوع واحد في وقت واحد تحت إشراف أستاذين مختلفين منهجًا وثقافة، فإنَّ ذلك يمنحنا فيضًا عظيمًا من العلم النافع، ولو أن الأمر بيدي في مثل هذا لعملت على تحقيقه، ولكن لا يطاع لقصير أمر.
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست