اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 268
كلّ هذا إنما هو تهيئة لما هو آتٍ في آخر السورة في الآية السابعة والثامنة: إذا فرغت من كلّ ما يعيقك من تخوف واضطراب من قبل الإرسال، فانصب وشمر عن ساعدك وانصب قامتك للدعوة واتعب في تحقيق ما تصبو إليه واسكن إلى ربك الذي إليه المنتهى والمستقرّ والقرار كلّ القرار
هذه المعاني التي انتهت إليها السورة يتجاوب معها ويتناغى صوتُ (الباء) الساكن في فاصلةالآية السابعة والثامنة: انصبْ – ارغبْ
(الباء) صوت شفوي هو آخر مراحل الرحلة الصوتية، وهذا السكون يتواءم مع صوت (الباء) القوي المجهور، فإنَّ في سكون الطمأنينة قوة، وفي بلوغ الغاية سكينة.
هذا الّذي رأيت في تآخي وتناغي القيم الصوتية ممثلا في فواصل السورة مع المعنى والغرض المساق له الخطاب يزيده ما يأتيك إذا ما بسطت النظر، ومددت الإنصات إلى إيقاع مباني الكلمات ومعاني الآيات.
كيف إذا ما تحسّست وقع إيقاع ذلك الاستفهامِ المُسْتَفْتَحِ به البيان، والحامل إلى قلب المخاطب فيْضًا من اليقين بتحقيق الأمل، ونشر النّور الشّارح للصدور.
صوت الهمزة في (ألم) الداخل على حرف النّفي المُحْدِث في الفعل جزمًا إعرابيّا وفي القلب جزمًا إيمانيًّا بتحقيق الأمل المتآخي مع الوعد الإلهيّ في {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الضحى:5) هذا التّفاعل الدّلاليّ بين مدلول (الهمزة) ومدلول (لم) يصوّره تناغٍ بين صوت (الهمزة) بكل ما يحمله من قوة وجهارة، وصوت الحسْم والغنّة في (لم) .
وكيف إذا ما تحسّسْت وقع إيقاع صوت التّفشي في (شين) : (نشرح) مع صفيرالصاد في (صدرك) مع تكرار (الراء) في (نشرح – صدرك) .
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 268