اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 267
الأيات الأربع تصورما كان فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الضيق والهمّ المتثاقل، وما تجلت عليه الرحيمية الجليلة بالشرح ووضع الوز ورفع الذكر
تناسق بين صوت (الكاف) الساكن وقفًا والضيق الخانق والتوتر العارم المتردد في النفس من قبل الشرح كما يشير إليه صوت (الراء) من قبل (الكاف) فالسجع مصور لك ما كان في صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - من قبل الشرح.
ثُمَّ تأتي بعد هذا فاصلتان اعتمدتا على التكرار (يسرا) منتهيتان بصوت الراء المتلو بالألف لتقوم الألف بإطلاق حركة التردد والتكرار الذي كان محبوسًا بدرجة ما بصوت الكاف الساكن في الفواصل الأربع السابقة، وكأنَّ في مجيء (الألف) هنا من بعد (الراء) تفريغًا لما تبقى من شحنات التردد الصوتي الذي سيصاحب شحنات تردد داخلي لدى التالي إذا ما كان مؤديا حق الترتيل من انسجام جواني مع توقيعات الترتيل، فالألف في (يسرا) حين تأتي وتتكرر في فاصلة آيتين قصيرتين تعتمدان على تكرير صوتيّ جُمَلي تغييرًا وتنويعًا لتكرير صوتيّ حرفيّ، وتسعى الألف في آخر الآيتين إلى استفراغه حتّى تهيء المتلقى بهذا الاستفراغ إلى أن يستشرف عطاءات ما تبقى من السورة
الإيقاع في الآيتين الخامسة والسادسة يصور ما كان من إطلاق للضيق الذي كان يملأ نفس النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بما يوحي به إطلاق صوت الألف من بعد (الراء) وكأن هذا يتواءم مع طبيعة المرحلة الثانية: مرحلة التكبليف بالرسالة حيث الهدي والتعهد الربانيّ بالرضا المطلق، فيفرغ الصدر مما كان قد أفعه من الهم في مبدأ المبعث، وفي صوت (الألف) أيضًا إشارة إلى امتداد اليسر في حياة الأمة، وأنه لن ينقطع عنها، وهذا يتآخى معه تكرير الآية، فيقوم معناها ومغناها في القلب، فلا يغفل عن هذا الوعد الربانيّ الكريم.
اسم الکتاب : العزف على أنوار الذكر المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 267