responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم في دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية المؤلف : محمد السعيد جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
ولست أشك في أن إصرارهم على نفي صفة "كلام الله" عن القرآن الكريم من حيث المبدأ هو الأمر الذي أوقعهم في سلسلة الأخطاء التي ارتكبوها في سائر كتاباتهم والتي حاول المتأخرون منهم التماس الأعذار فيها للمتقدمين [1] ، والمآزق العلمية والمنهجية التي أوقعوا أنفسهم فيها ولم يجدوا منها مخرجاً [2] ، والجرأة والتبجح والتعالم بالتقول على أسلوب القرآن حتى قال أحد الباحثين العرب [3] : فمن أين لأعجمي ادعاء أن القرآن فيه ركاكة في اللغة. هذا القرآن الذي أصبح فيما بعد مقياس اللغة العربية. إلى أن يرث الله الأرض من وعليها، فلو أني اتهمت أسلوب جوته الشاعر الألماني بالركاكة لسخر الناس مني، رغم إلمامي باللغة الألمانية، وإجادتي لها لدرجة التأليف بها، فكيف بمستشرق يفهم العربية باستعمال القواميس. إلخ؟
ولو أنهم ردوا القرآن الكريم إلى مصدره الإلهي الحق، واتصفوا بروح التواضع والإنصاف (الذي يلبسون مسوحه ويتظاهرون به أمام الناس خداعاً ومخاتلة) ولم يدخلوا على البحث بفكرة سابقة وإصرار أكيد لكانوا قد سلموا من ذلك كله، ولكن كيف يمكنهم ذلك؟ هل يخشون أنهم لو دخلوا على البحث بروح محايدة فافترضوا ضمن فروضهم – كما يقتضيه النظر العلمي - أن القرآن وحي من الله سيقودهم ذلك إلى التسليم به؟ واضح أنهم فعلوا

[1] انظر: دائرة المعارف الإسلامية، مادة القرآن، القسم الخاص بحروف المقطعات.
[2] أيضاً، القسم الخاص بالقصص القرآني، انظر في الموضع نفسه تفسيرهم لوجود تفاصيل في القصص القرآني لم ترد في التوراة والإنجيل، ويعدهما المستشرقون مصدراً لهذا القصص.
[3] أعنى به الدكتور السيد محمد الشاهد، في كتابه: التوحيد والنبوة والقرآن في حوار المسيحية والإسلام، نقلاً عن الدكتور ثابت عيد، الإسلام في عيون السويسريين، ص 198.
اسم الکتاب : الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم في دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية المؤلف : محمد السعيد جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست