اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 312
وقال أبو العباس (المبرد): إذا وجدت حرفا في كتاب الله عز وجل له معنى حسن لم أجعله ملغى، ولكن التقدير: حتى إذا جاءوها وصلوا، وفتحت لهم، أبوابها. ومثله، فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [1] معناه- والله أعلم- أذعن لأمر الله.
ومن سورة المؤمن
قوله تعالى: حم [2] يقرأ بتفخيم الحاء، وإمالتها، وبين ذلك وقد تقدّم القول فيه عند ذكر حروف المعجم فيما سلف.
فإن قيل: فما موضع (حم) من الإعراب؟ فقل: قال قوم: موضع (حم) نصب بإضمار فعل معناه: (اتل) أو (اقرأ) حم. وقيل موضعها خفض بالقسم إلا أنّها لا تنصرف، وما لا ينصرف، فالنصب أولى به من الخفض، لأنه مشبّه بالفعل فمنع ما لا يكون إعرابا في الفعل وهو الخفض. قال الكميت:
وجدنا لكم في آل حاميم- آية ... تأوّلها منا تقيّ ومعرب
«3» وقيل هي اسم للسورة ودليل عليها.
قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ [4] بالتاء والياء. وقد تقدم القول فيه آنفا [5].
قوله تعالى: يَوْمَ التَّلاقِ [6] ويَوْمَ التَّنادِ [7] يقرءان بإثبات الياء وصلا، وبحذفها وقفا. وبإثباتها وصلا ووقفا، وبحذفها وصلا ووقفا، وقد تقدّمت الحجة في أمثاله
2: 462).
وفي رأي أبي إسحاق الزجاج في رواية عن محمد بن يزيد أنّ الجواب محذوف وأن المعنى: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين سعدوا. (أمالي ابن الشجري 1: 358، المسألة: 42). [1] الصافات: 103. [2] المؤمن: 1.
(3) لسان العرب. مادة: عرب: قال: أنشده سيبويه: معرّب بدون واو العطف، كمكلّم. واتفق الأزهري مع ابن خالويه في رواية البيت: تقيّ ومعرب. ومعرب، أي مفصح بالحق لا يتوقاهم. والخطاب في هذا لبني هاشم، حين ظهروا على بنى أمية. وانظر: (الكتاب، 2: 30). [4] المؤمن: 20. [5] كثر ذلك في مواضع عديدة من كتابه. انظر: 82 وغيرها. [6] المؤمن: 15. [7] المؤمن: 32.
اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 312