اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 308
ومن سورة الزّمر
قوله تعالى: يَرْضَهُ لَكُمْ [1]. يقرأ بضم الهاء وإثبات واو بعدها. وباختلاس الضمة من غير واو، والهاء بالإسكان. فالحجة لمن أشبع، الهاء ولفظ الواو: أنه لما ذهبت الألف من يرضى علامة للجزم، أتت الهاء وقبلها فتحة فردّ حركتها إلى ما كان لها في الأصل، وأتبعها الواو تبيينا للحركة، وشاهد ذلك قول ذي الرمة:
كأنّه كوكب في إثر عفرية ... مسوّم في سواد الليل منقضب
«2» والحجة لمن اختلس: أن الأصل عنده: (يرضاه لكم) فلما حذفت الألف للجزم بقيت الهاء على الحركة التي كانت عليها قبل حذف الألف وأنشد:
له زجل كأنّه صوت حاد ... إذا طلب الوسيقة أو زمير
«3» والحجة لمن أسكن: أنه لما اتصلت الهاء بالفعل اتصالا لا يمكن انفصالها منه توهّم أنها آخر الفعل، فأسكنها تخفيفا، ليدل بذلك على الجزم. فأما الهاء في قوله: (يرضه لكم، فكناية عن الشكر لقوله: أوّلا (وإن تشكروا) فالشكر من العبد: رضاه بما قسم الله له، والثناء عليه بما أولاه، والشكر من الله تعالى: الزيادة في النعم، وجزيل الثواب.
قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ [4]. يقرأ بتشديد الميم وتخفيفها. فالحجة لمن شدّد:
أنه ردّه على قوله: تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا [5] فكأنه قال: أهذا خير أمن هو قانت؟ أي: [1] الزّمر: 7.
(2) في إثر عفرية: أي شيطان، مسوّم: معلم.
وتقدير البيت: كأن الثور كوكب مسوم، منقضب في إثر عفرية في سواد الليل. انظر: (ديوان ذي الرمة:
27).
(3) الزّجل: صوت فيه حنين وترنّم. الحادي: سائق الإبل. الوسيقة: أنثاه التي يضمها ويجمعها، وهي من قولهم:
وسقت الشيء: أي جمعته. والبيت منسوب إلى الشمّاخ. والمعنى: أن الحمار الوحشي الذي يصفه يشبه صوته بأتانه إذا صوّت بها صوت حادي الإبل أو صوت مزمار.
انظر: الدّرر اللوامع 1: 34، الموشح: 146، ديوان الشماخ: 36، الخصائص لابن جني 1: 127، الكتاب 1: 11. [4] الزّمر: 9. [5] الزّمر: 8.
اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 308