اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 243
ما ثبت في المصحف. والحجة لمن خفف النون: أنه جعلها خفيفة من الشديدة فأزال عملها، وردّ ما كان بعدها منصوبا إلى أصله، وهو المبتدأ، وخبره، فلم يغيّر اللفظ ولا لحن في موافقة الخطّ.
فإن قيل: إن اللام لا تدخل على خبر المبتدأ، لا يقال: زيد لقائم. فقل: من العرب من يفعل ذلك تأكيدا للخبر. وأنشد شاهدا لذلك:
خالي لأنت ومن جرير خاله ... ينل العلاء ويكرم الأخوالا
«1» والوجه الآخر: أن يكون (إن) هاهنا بمعنى «ما» واللام بمعنى «إلّا» كقوله تعالى:
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ [2] معناه: والله أعلم: ما كل نفس إلّا عليها حافظ [3].
وقال: (أبو العباس المبرد) [4]: أولى الأمور بإن المشددة أن تكون هاهنا بمعنى «نعم» كما قال (ابن الزبير) [5] للأعرابي لما قال له: لعن الله ناقة حملتني إليك فقال له: (إنّ وراكبها) أراد: (نعم وراكبها) وأنشد:
بكر العواذل بالضّحى ... يلحينني وألومهنّه
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت ت فقلت إنّه
«6» أراد فقلت: نعم، فوصلها بهاء السكت. فقيل له: إنّ اللام لا تدخل على خبرها إذا كانت بمعنى «نعم» فقال: إنما دخلت اللام على اللفظ لا على المعنى. والحجة لمن قرأها بالياء ما روي عن (عائشة) [7] و (يحيى بن يعمر) [8]: أنه لما رفع المصحف إلى
(1) انظر: فرائد القلائد: 81. [2] الطارق: 4. [3] انظر: البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري: (ورقة: 257) مخطوط. [4] انظر ص 165. [5] انظر: أسد الغابة 3: 161.
(6) في الخزانة 4: 485، وقد نسبا إلى عبيد الله بن قيس الرقيّات وانظر: الكتاب 1: 475، 2: 279. وشرح المفصل 3: 130، وفي المغنى لابن هشام 1: 36، 2: 175. والبيان والتبيين للجاحظ 2: 279، وانظر:
تحقيق أستاذنا عبد السلام هارون في صاحب هذين البيتين، هل هو: عبد الله، أو عبيد الله؟. [7] عائشة: انظر: أسد الغابة 5: 501 وغيره من كتب الطّبقات. [8] يحيى بن يعمر: ويكنى: أبا سليمان. وكان عالما بالعربية والحديث، لقي عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وروى عن قتادة، ومات بخراسان سنة تسع وعشرين ومائة: انظر: (نزهة الألباء: 10).
اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 243