اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 112
بعدها شرط، والجواب (لتؤمنن به).
قوله تعالى: آتَيْتُكُمْ [1] يقرأ بالنون والألف، وبالتاء من غير ألف. فالحجة لمن قرأ بالنون: أن الله تعالى أخبر عن نفسه بنون الملكوت على ما قدمناه [2]. والحجة لمن قرأ بالتاء: أنه أتى بالكلام على ما يوجبه الإخبار عن المتكلم إذا أخبر بفعله عن نفسه. ومثله في (الحج): فَكَأَيِّنْ [3] مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [4] وأَهْلَكْناها. والخبران باللفظين عن الله عز وجل.
قوله تعالى: بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ [5]. يقرأ بضم التاء والتّشديد، وبفتحها والتخفيف.
فالحجة لمن شدّد: أنه أبلغ وأمدح، لأنهم ما علّموا حتى علموا، فعلّموا غيرهم، ودرسوا لأنفسهم. والحجة لمن خفف: أنه أتى باللفظ الأول ليوافق به اللفظ الثاني [6]. وهذا من شرطه أن يحمل بعض الكلام على بعض للموافقة.
قوله تعالى: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ [7]. وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [8]. يقرءان بالياء والتاء. فالحجة لمن قرأهما بالتاء: أنه أراد: قل لهم يا محمد مخاطبا: أفغير دين الله تبغون؟ أي تطلبون، ب أنتم عالمون أنكم إليه ترجعون. والحجة لمن قرأ بالياء أنه إخبار من الكفار كأن الله عز وجل عجّب نبيّه عليه السلام منهم فقال له: «أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ» مع علمهم أنهم إليه يرجعون؟
والحجّة لمن قرأ الأول بالياء، والثاني بالتاء: أنه فرق بين المعنيين فجعل الأول للكفّار، وأشرك المؤمنين في الرجوع معهم. وهذا حذق بالقراءة ومعرفة بمعانيها.
قوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [9]. يقرأ بكسر الحاء، وفتحها. فالحجة لمن كسر: أنه أراد: الاسم. والحجة لمن فتح: أنه أراد: المصدر. ومعناهما في اللغة:
القصد. [1] آل عمران: 81. [2] انظر: 97 عند قوله تعالى: يُبَيِّنُها. [3] في الأصل (وكأين) وهو تحريف [4] الحج: 45 [5] آل عمران: 79. [6] وهو قوله تعالى: تَدْرُسُونَ الآية نفسها. آل عمران: 79. [7] آل عمران: 83. [8] آل عمران: 83. [9] آل عمران: 97.
اسم الکتاب : الحجة في القراءات السبع المؤلف : ابن خالَوَيْه الجزء : 1 صفحة : 112