responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 166
وغيرها من أخلاق الصيام وقيمه السامية التي تنتهي بالصائم إلى تقوى الله تعالى؛ فقد لازمت آيات الصيام "لعلكم تتقون -ولعلهم يتقون"، فالصيام ليس الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط؛ بل مجاهدة النفس في تحقيق الفضائل، والبعد عن الرذائل، وفي الحديث الشريف: "رب صائم حظَّه من صيامه الجوع والعطش" رواه أحمد، وفي الحديث الصحيح: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه أحمد وغيره.
وقوله -صلى الله عليه وسلم: "الصوم جنة- أي تقوي ووقاية-، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم، إني صائم" رواه البخاري.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حق امرأتين صامتا عن الطعام والشراب وجلستا تغتابان المسلمين وتنهشان أعراض العباد: "إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس" رواه أحمد.
وقال أيضًا: ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من واللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم" رواه ابن حبان.
لهذا كله كان واضحًا أن صيغة "الصيام" وعاء لغوي كبير، وصورة قرآنية تصور جهاد النفس في صيامها، وجهادها مع الضروريات ومقومات الحياة من الطعام والشراب، وجهاد النفس مع الملذات والشهوات، ومع المحرمات والممنوعات، وتصور جهاد النفس في المسارعة إلى الخيرات، ومضاعفة الحسنات، والتسابق إلى الحب والإخاء

اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست