responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 103
فقد تفرَّد الحج من بين الفرائض بالتفصيل في أركانه، بل بتصوير القرآن لمعظم مناسكه ومشاعره، كما كان ذلك في تصوير القرآن لفريضة "الميراث"، فقد جاءت الأنصبة منسوبة إلى أصحابها مفصلة في صورة النساء[1]، مما لا يحتاج معه إلى السنة الشريفة إلا نادرًا، مثل بعض مسائل الميراث، كالمسألة العمرية مثلًا في الفقه الإسلامي.
وهذا التفصيل في فريضة "الحج" و"الميراث" يرجع إلى أسرار عجيبة ترتبط بإعجاز القرآن الكريم في تصويره، مع أن الصلاة عماد الدين، وأهم هذه الأسرار المعجزة التي يوحي بها التصوير القرآني هي:
أولًا: لا تكرار في أداء فريضة الحج والميراث:
كل من الحج والميراث فريضة لا تتكرر فرضيتها إلا مرة واحدة، ففريضة الحج مرة واحدة في العمر كله، وبعد ذلك يخرج من حكم الوجوب إلى النافلة من الأعمال، وفريضة الميراث توزع على الورثة مرة واحدة بعد موت المورث، وممارسة الفريضة مرة واحدة يقتضي الإعجاز فيها أن ينص عليها القرآن الكريم بالتفصيل لسهولة فهمه، ودوام حفظه، ويسر تداوله بين الناس جميعًا الخاصة والعامة على السواء، مما يجعل هاتين الفريضتين حاضرتين دائمًا في الحس والوجدان بقراءة القرآن، مثل حضور الصلاة وممارستها خمس مرات في اليوم والليلة، لذلك كانت عماد الدين، وتكرار ممارسة الصيام والزكاة في كل عام مرة على الأقل، فاستغنت هذه الفرائض الثلاثة بالتكرار والممارسة عن تفصيل أركانها وشروطها في القرآن الكريم، وتأتي السنة الشريفة بالتوضيح لها، فتتناقل أعمالها وممارستها إلى الخلف عن السلف الصالح -رضي الله عنهم.

[1] النساء: 7 إلى 14، وآية 176.
اسم الکتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست