responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 88
3- ومنها تلك النكت البلاغية التي تنبه لها الكثيرون؛ من التعقيبات المتفقة مع السياق، كأن تجيء الفاصلة: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} بعد كلام يثبت القدرة، والفاصلة: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور} بعد كلام في وادي العلم المستور.. وكأن يعبر بالاسم الموصول لتكون جملة الصلة بيانًا لعلة الجزاء، مثل: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ... وكأن يعبر بلفظ "الرب" في مواضع التربية والتعليم مثل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ؛ بينما يعبر بلفظ "الله" في مواضع التأليه والتعظيم مثل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} ... وكما يظهر اسم الجلالة أو يضمر لغرض يقتضيه السياق. وكما يقدم أو يؤخر، ويصل أو يفصل، ويطلق أو يقصر، ويستفهم أو يقرر ... إلى آخر المباحث البلاغية المعروفة ... وفيهم من يعد هذا أقصى مظاهر البلاغة في تعبير القرآن!
4- ومنها ذلك التسلسل المعنوي بين الأغراض في سياق الآيات، والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض. وبعضهم يتمحل لهذا التناسق تمحلًا لا ضرورة له، حتى ليصل إلى حد من التكلف، ليس القرآن في حاجة إلى شيء منه.
5- ولعل أعلى نوع من التناسق تنبهوا إليه هو هذا التناسق النفسي بين الخطوات المتدرجة في بعض النصوص، والخطوات النفسية التي تصاحبها، كالمثل الذي أخذناه من "الزمخشري"

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست