اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 83
يتسع لاتجاهين، ومثل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [1] لبيان العبث في نقض العهد بعد المعاهدة.
ومثل: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} لتفظيع الغيبة، حتى لكأنما يأكل الأخ لحم أخيه الميت!
7- ثم لما كان هذا التجسيم خطة عامة، صور الحساب في الآخرة ما لو كان وزنًا مجسمًا للحسنات والسيئات:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَة} . {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُه} ... {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} . {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} . {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} . {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} .
وكل ذلك تمشيًا مع تجسيم الميزان.
وكثيرًا ما يجتمع التخييل والتجسيم في المثال الواحد من القرآن، فيصور المعنوي المجرد جسمًا محسوسًا، ويخيل حركة لهذا الجسم أو حوله من إشعاع التعبير. وفي الأمثلة السابقة نماذج من هذا؛ ولكنا نعرض هذه الظاهرة في أمثلة جديدة؛ فلدينا وفر من الأمثلة على كل قاعدة!
1- من ذلك:
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} . {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب} . {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء [1] طاقات حل فتلها.
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 83