responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 44
فيوضح معنى الإهمال لا بألفاظ الإهمال، ولكن برسم الحركات الدالة عليه: لا كلام، ولا نظر، ولا تزكية. وإنما عذاب أليم.
وكما يصور المعاني المجردة يصور الحالات النفسية والمعنوية:
1- يريد أن يبرز الحيرة التي تنتاب من يشرك بعد التوحيد، ومن يتوزع قلبه بين الإله الواحد والألهة المتعددين، ويتفرق إحساسه بين الهدى والضلال، فيرسم هذه الصورة المحسة المتخيلة:
{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا..} .
فتبرز صورة هذا المخلوق التعيس الذي استهوته الشياطين في الأرض "ولفظ الاستهواء لفظ مصور لمدلوله"، ويا ليته يتبع هذا الاستهواء في اتجاهه، فتكون له راحة ذي القصد الموحد -ولو كان في طريق الضلال- ولكن هناك من الجانب الآخر، إخوان له يدعونه إلى الهدى، وينادونه: "ائتنا". وهو بين هذا الاستهواء وهذا الدعاء "حيران" موزع القلب، لا يدري أي الفريقين يجيب، ولا أي الطريقين يسلك، فهو قائم هناك شاخص متلفت!
2- ويريد أن يكشف عن حال أولئك الذين يهيئ الله لهم المعرفة، فيفرون منها كأن لم تهيأ لهم أبدًا؛ ثم يعيشون بعد ذلك هابطين، تطاردهم أنفسهم وأهواؤهم، بما علموا وبما جهلوا؛ فلا هم استراحوا بالغفلة، ولا هم استراحوا بالمعرفة، فيرسم لهم هذه الهيئة:

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست