اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 214
{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} ..
وهنا فجوة كما تغمض العين، ثم تفتح:
{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} .
لقد استيقظ "النبي" في نفس سليمان، أمام نعمة الله التي تتحقق على يدي عبد من عباد الله؛ وهنا يستطرد سليمان في الشكر على النعمة بما يحقق الغرض الديني للقصة.
ثم ها هو ذا "الرجل" يستيقظ في سليمان مرة أخرى:
{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ} .
وهنا يتهيأ المسرح لاستقبال الملكة؛ ونمسك نحن أنفاسنا في ارتقاب مقدمها:
{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ} ...
ثم ماذا؟ إن الملكة لم تسلم بعد من هذه المفاجأة -فيما يبدو:
{وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ} .
وهنا تتم المفاجأة الثانية للملكة ولنا معها:
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب الجزء : 1 صفحة : 214